الإعلام والمجتمع اليمني

دور الإعلام في مواجهة و تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر المخدرات

السبت, 16 نوفمبر / تشرين الثاني 2024

جمال البحري

جمال البحري

الملخص:
       هدفت هذه الدراسة إلى معرفة أهمية وسائل الإعلام اليمنية التي تتبنى النشر، أو البث حول مخاطر المخدرات، وقياس تأثير الإعلام المحلي على وعي الجمهور اليمني نحو خطر تعاطي المخدرات، فضلا عن تحديد التحديات التي تواجه دور الإعلام في مكافحة المخدرات، ومعرفة نسبة وصول الإعلام الجامعي إلى أعضاء الهيئة الإدارية والهيئة التدريسية والطلبة في جامعة ذمار، وعدد من أفراد المجتمع المحلي، واستقصت مجتمع جامعة ذمار والمحيط الاجتماعي في مدينة ذمار، من خلال تحليل البرامج التوعوية والتقارير الصحفية. ولتحقيق ذلك، فقد تم استخدام المنهج الوصفي بشقيه المسحي والتحليلي، من خلال تنفيذ استبيان وُزِّع على (120) حالة من منتسبي جامعة ذمار، وتم إجراء (20) مقابلة شخصية مع باحثين في جامعة ذمار، نصفهم مهتمون بالطب النفسي، والنصف الآخر مهتمون بالإعلام، وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، أهمها: محورية دور الإعلام في التوعية ضد مخاطر المخدرات، وتزايدها عمودياً وأفقياً، وقدرتها على استهداف شرائح اجتماعية أوسع في حملات مكافحة المخدرات، كما أنه منوط بالإعلام الترويج لتقبل المجتمع لفكرة إعادة تأهيل المدمنين وتحسين الاستقرار النفسي لأسرهم والقبول الاجتماعي بعودتهم بعد التعافي. 
الكلمات المفتاحية: الإعلام اليمني؛ مكافحة المخدرات؛ الإعلام الجامعي؛ الاستقرار النفسي، الإدمان.

المقدمة :
     إن انتشار إدمان المخدرات في المجتمعات ومنها مجتمعنا اليمني، تعد قتلا للنفس وتدميرا للمجتمع، إذ إنها أصبحت مشكلة خطيرة تهدد أمن الأفراد والمجتمعات وسلامتهم، وتعاظمت بسبب ارتباط بلادنا بحدود واسعة جدا مع المملكة العربية السعودية التي تعد ممرا دوليا للتجارة بشكل عام، ولتجارة المخدرات أيضا بسبب حدودها الواسعة مع عدد كبير من دول الإقليم، الأمر الذي يشجع تجار المخدرات والمرويجين لها في بلادنا، وكذلك بسب الرغبة لدى بعض الدول المعادية في إفساد مجتمعنا بالوسائل والأساليب كافة، ومنها إيقاع الشباب والمراهقين في خطر التعاطي أو المتاجرة بالمخدرات، وفي ظل هذه المشكلة، يأتي دور الإعلام بوصفه أحد الوسائل المؤثرة في توعية المجتمع للحد من هذه الظاهرة. (عليوي 2016، 5) 

      ولكون الإعلام يعد أحد أهم الوسائل الفاعلة في نشر الوعي والثقافة المجتمعية حول مخاطر تعاطي المخدرات أو تهريبها، أو الإتجار بها، من خلال برامج التوعية والتثقيف التي تقدمها وسائل الإعلام المختلفة، ويمكن للإعلام أن يكون الوسيلة الأنجح لوصول السلطات المختصة بمكافحة المخدرات إلى كل أفراد المجتمع وشرائحه وتعريفهم بأنواع المخدرات ومخاطرها، وآثارها الصحية والاجتماعية والنفسية. كما يمكن للإعلام إبراز دور الأسرة والمدرسة والجامعة في الوقاية من المخدرات والتحذير من التعامل معها وتقديم النصائح والإرشادات اللازمة للتعامل مع هذه المشكلة.

       وفضلا عن ذلك يأتي دور الإعلام في نشر التوعية والتثقيف والتحذير والإنذار من خطر المخدرات، وذلك من خلال عرض قصص إدمان المخدرات وحالاته، وما ينتج عنها من آثار مدمرة على الأفراد والمجتمع، ويمكن للإعلام أن يسهم في رفع إدراك أفراد المجتمع بخطورة هذه الظاهرة وأهمية التصدي لها، كما يمكن للإعلام التركيز على الجوانب القانونية والأمنية المتعلقة بالتعاطي والترويج وتهريب المخدرات، وعرض نماذج ما آلت إليه أحوال بعض المتورطين في هذا المسار القذر، مما يساعد في رفع درجة الحيطة والحذر لدى عامة الناس، ويسهم في الحد من انتشارها.

       ومثلما تلعب بعض وسائل الإعلام غير الرسمي ووسائل التواصل دورا خطيرا في الترويج للمخدرات، وتبسيط حالة الخوف والحذر من مخاطرها يمكن أن يكون للإعلام المسئول والإعلام الموجه دور محوري في حشد التأييد والدعم لأجهزة الأمن المعنية بمكافحة آفة المخدرات، ولا يجب أن يقتصر دور الإعلام على الجوانب التثقيفية والإرشادية فحسب، بل يجب أن يمتد ليشمل الحشد والتأييد والدعم لأجهزة مكافحة المخدرات، وأيضا العمل على إشراك المجتمع في الجهود الرامية إلى مواجهة هذه المشكلة، (الدوسري 2023، 8) من خلال التغطية الإعلامية الموضوعية والشاملة للجهود الحكومية والمجتمعية في هذا الشأن، ويمكن للإعلام كذلك أن يسهم في تعزيز الشراكة بين القطاعات المختلفة والجهات المعنية للوقاية من المخدرات ومكافحتها.

       لقد تناول هذه الدراسة دور الإعلام في مكافحة المخدرات، وسلطت الضوء على كيف يمكن للإعلام أن يسهم في تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر المخدرات من خلال البرامج التوعوية والتقارير الصحفية، فضلا عن دور الإعلام الجامعي بشكل عام في نشر البحوث والمعرفة حول هذه القضية المهمة، كما ناقشت الدراسة أهمية تصحيح الوعي، ونشر الثقافة الصحيحة لتحصين المجتمع ضد هذه الظاهرة من خلال تكثيف البرامج التثقيفية والتقارير الصحفية المعمقة، وركزت الدراسة أيضاً على المسؤولية الخاصة للإعلام الجامعي، ومؤسسات البحث العلمي والإعلام التربوي، في التشجيع على إقامة الندوات والورش ،وإعداد الأبحاث ونشر المعرفة حول مخاطر المخدرات، ودور الإعلام في توجيه السياسات العامة نحو حلول فعالة لهذه المشكلة، كذلك ركزت الدراسة على أهمية التعاون بين الإعلام والجهات المعنية لتحقيق تقدم في مجال مكافحة المخدرات ورفع الوعي المجتمعي بخطرها. من خلال البحث في محاور ثلاثة للدراسة جاءت كما يأتي: المحور الأول تناول دور الإعلام في تعزيز الوعي لدى المجتمع. أما المحور الثاني فقد تناول دور الإعلام في إبراز قضايا مكافحة المخدرات، في حين تناول المحور الثالث المسئولية المجتمعية للاعلام ضمن معركة مكافحة المخدرات.

1 - مشكلة البحث:
تناول هذه البحث دور الإعلام في مكافحة المخدرات من زوايا متعددة، إذ وجدنا أهمية في الإجابة عن السؤال الآتي:
-    إلى أي مدى نجح الإعلام في تعزيز مواجهة الوعي المجتمعي بخطر المخدرات؟  

2 - فرضيات البحث:
-    لا توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين قدرة الإعلام في التاثير على الوعي المجتمعي وبين مخاطر انتشار تعاطي المخدرات في الوسط المجتمعي.

- أهداف البحث:
تتوزع أهداف البحث مابين الأهداف التحليلية والأهداف المسحية الوصف، على النحو الآتي :
-    معرفة أهمية وسائل الإعلام اليمنية التي تتبنى النشر أو البث حول مخاطر المخدرات. 
-    قياس تأثير الإعلام المحلي على وعي الجمهور اليمني حول خطر تعاطي المخدرات.
-    تحديد أنجح أساليب التغطية الإعلامية للتواصل مع الجمهور .
-     تحديد التحديات التي تواجه دور الإعلام في مكافحة المخدرات.
-     تحديد الفجوات بين زيادة انتشار المخدرات، وانتشار التغطية الإعلامية لمكافحتها.
-    تحليل دور وسائل الإعلام في نشر المعلومات حول المخدرات.
-    تحليل كيفية تعزيز دور الإعلام للتأثير على وعي الجمهور.
-    تحليل كيفية قدرة الإعلام في تعزيز الوعي حول المخدرات.
-    تحديد الأساليب الفعّالة للتواصل مع المواطنين.
-    تحديد كيفية توجيه الجهود نحو الوقاية والتوعية.
-    معرفة نسبة الوعي بخطر المخدرات وسط مجتمع جامعة ذمار. 
-    معرفة نسبة وصول الإعلام الجامعي إلى أعضاء الهيئة الإدارية والهيئة التدريسية والطلبة في جامعة ذمار. 

6 - دراسات سابقة:
•    دراسة (منصور 2011)،بعنوان: الإعلام العربي ومكافحة المخدرات، بحث مقدم في المؤتمر الدولي بعنوان "نحو استراتيجية فعالة للتوعية بأضرار المخدرات"، جدة، ومنشور في مجلة كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز، إصدار خاص بالمؤتمر، 2011.
-    وهي دراسة وصفية هدفت إلى رصد التوجهات العامة للبحوث الإعلامية العربية حول مكافحة المخدرات، وخلصت إلى تأكيد أهمية دور البحث العلمي والإعلام في نشر الوعي حول المخدرات وتحفيز المجتمع للتصدي لها.
•    دراسة (كريش 2007) ،بعنوان : دور الإعلام في تعاطي الكحوليات والمخدرات والتبغ"، ستيفن جيه كريش. الإعلام والنشء. المملكة المتحدة، الناشر مؤسسة هنداوي، 2007.
التي هدفت إلى رصد تأثير وسائل الإعلام على النشء عبر مراحل النمو، وتطرق إلى انتشار تعاطي السجائر والكحوليات والمخدرات عبر مراحل النشأة المختلفة، وخلصت إلى خطورة وجود  أنواع من الحلوى تحمل أسماء ترتبط بالمخدرات، وشيوع الإعلانات التي تروج للكحوليات والمخدرات والسجائر في بعض وسائل الإعلام، وأشارت الدراسة إلى أن تعاطي الكحول والتبغ قد يرتبط بتدخين الماريجوانا لاحقاً.
•    دراسة (كاظم 2022)، بعنوان : "دور الإعلام في مكافحة ظاهرة تعاطي المخدرات بين شباب العراق، ياسين حميد كاظم، مجلة بلاد الرافدين للعلوم الانسانية والاجتماعية، 4 4, 2022: 74-88.
وهي دراسة وصفية هدفت إلى تحديد أسباب الانتشار والتعاطي، وطرق المعالجة والوقاية من هذه الظاهرة، وكيفية مساعدة الشباب على إصلاح ذواتهم ليكونوا فاعلين في المجتمع. وخلصت إلى إنه من الواجب على المؤسسات الإعلامية أن تلعب الدور الأساس في إصلاح المجتمع ولاسيما طبقت الشباب، وتوعيتهم بالابتعاد عن ظاهرة تعاطي المخدرات.
•    دراسة (الحفيظ 2015)،بعنوان : "دور الجامعة في التوعية لمخاطر ظاهرة تعاطي المخدرات من وجهة نظر طلبة جامعة مؤتة"، اللصاصمه، سلطانه عبد الحفيظ. الأردن: جامعة مؤتة، أطروحة دكتوراه، 2015.
هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الجامعة في التوعية بمخاطر ظاهرة تعاطي المخدرات والعوامل المؤدية إليها من وجهة نظر طلبة جامعة مؤتة، واستخدمت الدراسة المنهج المسحي، و استخدمت الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية.
ومن أهم نتائج الدراسة أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية نحو العوامل النفسية و الشخصية المؤدية إلى تعاطي المخدرات، وأنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية نحو العوامل المجتمعية والاقتصادية المؤدية إلى تعاطي المخدرات، وشددت على ضرورة العمل على زيادة جسور التواصل بين الجامعات و الدوائر الأمنية للعمل سويا على مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات بين الطلبة، وتعليم الطلبة كيف ينتفعون بأوقات فراغهم جسميا و عقليا و اجتماعيا، التي قد تأخذ بأيديهم إلى الوقوع في تعاطي المخدرات.

•    أما ما تم تناوله بحثنا فيختلف من حيث البلد والنظرة الشاملة لدور وسائل الإعلام ونهجها في مكافحة المخدرات، وركزت الدراسة على المجتمع الجامعي بذمار والبيئة المحيطة به .

7 - منهجية البحث:
       اعتمد هذه البحث على مجموعة متنوعة من المصادر الموثوقة والبحوث الأكاديمية لتقديم رؤية متوازنة لهذه المسألة، بالاعتماد على المنهج: (الوصفي التحليلي)، وذلك من خلال المنهج التفسيري المختلط، إذ بدأت الدراسة بمراجعة الأدبيات، والأبحاث، والدراسات السابقة، والبيانات، والاحصائات الحكومية المتعلقة بهذا الشأن وتحليلها، ثم تم تنفيذ الدراسة الكمية التي ارتكزت على إجراء استبيان محكم، ثم تنفيذ دراسة نوعية اعتمدت على المقابلات مع ذوي الاختصاص حسب ماسيتم توضيحه في الإطار الميداني للدراسة .

الدراسة النظرية
المبحث الأول: دور الإعلام في تعزيز جبهة الوعي وتحصين المجتمع    
     يعد دور الإعلام أمرا حيويا في تعزيز جبهة الوعي وتحصين المجتمع، وتعد وسائل الاعلام العامة، الجسر الرئيس الذي يربط بين الحكومة والشعب، ويعمل على نقل المعلومات والتوجيهات والأفكار بطريقة سليمة وموضوعية، وتؤدي وسائل الإعلام التقليدية، مثل التلفاز والإذاعة، دورا كبيرا في توعية الجمهور وتثقيفه وتشجيعه على المشاركة الفعالة في المجتمع، إذ إن نشر المعرفة والتثقيف يمكن أن يسهم في تعزيز الوعي وحماية المجتمع من التأثيرات السلبية، ولذلك، ينبغي على وسائل الإعلام تبني المنهجية التوعوية والتثقيفية، وأن تضع المواطن في مقدمة أولوياتها. (الزويري 2023، 3)

       كما تلعب وسائل الإعلام أيضا دوراً هاماً في تشكيل الهوية الوطنية والانتماء الاجتماعي للأفراد، فهي تُشكل مصدراً رئيساً للمعلومات حول التاريخ والثقافة والقيم المشتركة للمجتمع، وتُسهم في تعزيز الشعور بالوحدة الوطنية، وتشجيع المواطنين على المشاركة في الحياة المدنية والأحداث الوطنية والفعاليات الاجتماعية، وفي هذا السياق، تقوم عدد من الصحف الإلكترونية والقنوات التلفزيونية بتقديم برامج تثقيفية وتوعوية في مجالات مهمة عدة، مثل الصحة والتغذية والتعليم، إذ يمكن للإعلام أن يسلط الضوء على المشاكل والقضايا الاجتماعية التي تواجهها المجتمعات، ويمكنه أيضا لفت الأنظار نحو الحلول التي يجب اتخاذها، وبذلك، يسهم الإعلام في توجيه الرأي العام وتقديم التوجيهات اللازمة لتحسين الأوضاع الاجتماعية،كون دور الإعلام فاعلا، وله أهمية كبيرة، ولا غنى عنه في تعزيز جبهة الوعي وتحصين المجتمع .

- أثر وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام    

      يُعد الإعلام أداة فعالة يمكن استخدامها لبناء الهوية الوطنية والانتماء الاجتماعي أوتدميرهما، ومن المهم أن يكون الأفراد على علم بالمخاطر التي قد تنطوي عليها وسائل الإعلام، وأن يستخدموها بذكاء، كما لا شك أن وسائل الإعلام المختلفة في عصرنا الحالي من صحف ومجلات وتلفزيون وإذاعة وشبكات اجتماعية وغيرها، قد أصبح لها تأثير بالغ على تشكيل الرأي العام، كون هذه الوسائل تلعب دوراً محورياً في نقل المعلومات والأفكار والآراء إلى الناس بسرعة فائقة، وهي تسهم بشكل كبير في تشكيل معتقداتهم واتجاهاتهم نحو القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة، ويعد فهم آليات عمل الإعلام وطرق الاستفادة منه أمرا بالغ الأهمية لضمان استخدام هذه الوسائل بشكل مسؤول وفعال يخدم المصلحة العامة.

       ففي المجال السياسي: تعمل وسائل الإعلام بوصفها أداة مهمة للتأثير على الرأي العام بشأن القضايا السياسية، من خلال اختيار الموضوعات التي تُسلّط عليها الضوء،  وطريقة تغطيت تلك الموضوعات، ومدة التغطية، ودرجة التكرار، وعمل دعاية تشويقية مسبقة، ويمكن لهذه الوسائل أن توجه انتباه الناس نحو قضايا معينة وتُشكل مواقفهم تجاهها، (الصحافة 2021، 106) كما أن التحيز في تناول الأخبار، أو إبراز وجهات نظر معينة دون غيرها يؤثر بشكل كبير على إدراك الناس للأحداث السياسية.

     وفي المجال الاجتماعي: يؤثر الإعلام أيضاً بشكل كبير على المواقف الاجتماعية والقيم السائدة في المجتمع، إذ إن الصور والأفكار والنماذج التي تُقدِّمها هذه الوسائل تسهم في صياغة المعايير الاجتماعية، وتحديد ما هو مقبول أومرفوض في المجتمع، وبالتالي، فإن التأثير على الجانب الاجتماعي للرأي العام له انعكاسات كبيرة على سلوكيات الناس وتفاعلاتهم اليومية وطريقة تقبلهم للمتغيرات في الأذواق والعادات الاجتماعية. (ذيب 2018، 141-142).

       أما في الاقتصادي: فيبلغ تأثير وسائل الإعلام حده الأقصى من خلال تسليط الضوء على منتجات معينة، أو شركات محددة، أو تقديم إعلانات تروّج لها،و يمكن لهذه الوسائل أن تؤثر على اتجاهات المستهلكين وتوجيههم نحو اتخاذ قرارات شرائية معينة، تختلف كثيرا عن احتياجاتهم وتفضيلاتهم قبل تدخل الإعلانات، كما أن تغطية الأخبار الاقتصادية والتحليلات التي تُقدِّمها وسائل الإعلام لها تأثير على توقعات المستثمرين وسلوكياتهم وحركة السوق.

- أثر  وسائل الإعلام في نشر الوعي والمعرفة
     يمكن القول إن الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار والمعلومات، بل هو أداة قوية يمكن أن تسهم في بناء مجتمعات أكثر إنسانية ومتقدمة من خلال تعزيز القيم والأخلاق الإيجابية، ويجب على الإعلام أن يكون شريكاً فعّالاً في عملية تشكيل الوعي الجماعي ودعم القيم التي تعزز التعاون والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع. 

    ولابد قبل تعريف الدور الحيوي للإعلام في التأثير على الوعي العام، من ذكر للوسائل الإعلامية العصرية الرئيسة والمتمثلة في الوسائل الآتية: (السلطاني 2022، 334)
-    الوسائل التقليدية: الصحف والمجلات، والإذاعة، والتلفاز، والكتب، والبرشورات...
-     الوسائل الرقمية: الإنترنت، والصحف الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والإذاعات والقنوات التلفزيونية الرقمية على شبكة الانترنت...

       وكون وسائل الإعلام تحضى بدوراً أساسا وهاماً في نشر الوعي والمعرفة، وفي خلق حالة جديدة من الوعي أو عدم الوعي باستخدام وسائل التضليل من خلال تفعيل بعض العناصر التي يمكن ذكر أبرزها في النقاط الآتية:
- نشر المعلومات: عبر توفير منصة إعلامية معدة لنشر المعلومات حول القضايا المتعددة والموضوعات المختلفة، بما في ذلك الأمن، والصحة، والإدمان.
- التثقيف والتوعية: تسعى وسائل الإعلام إلى تثقيف الجمهور وتوعيته حول القضايا المختلفة، بما في ذلك مخاطر المخدرات والجريمة والتهريب .
- توجية السلوك والتصرف العام: إذ يمكن لوسائل الإعلام أن تؤثر على سلوك الناس من خلال تشجيعهم على تبني سلوكيات إيجابية، وتجنب السلوكيات السلبية.
- تعزيز القيم والعادات: يمكن لوسائل الإعلام أن تعزز القيم، والعادات، والتقاليد الاجتماعية الإيجابية، مثل الأخلاق، والكرم، والتضحية، والإيثار ومحاربة الرذيلة.
- ضرب المصداقية: إذ يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورا سلبياً في تدمير المصداقية لقضية معينة وتشويش وجهات النظر، لاسيما مع القدرة الواسعة على نشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة على الإنترنت. 
- التحيز: قد يكون لبعض وسائل الإعلام تحيزاً واضحا في تغطيته للأحداث أو لقضية معينة، مما قد يؤثر على فهم الناس للواقع، وقد يقلل من خطر ظاهره خطره فعلا، مما يجعل الرأي العام يستصيغ وجودها.
- الدافع الربحي: إذ قد تتأثر بعض وسائل الإعلام بالضغوط التجارية بدافع تحقيق الأرباح أو حتى بدافع تغطية النفقات التشغيلية، مما قد يؤدي إلى الترويج لمنتجات أو خدمات معينة دون مراعاة المصلحة العامة.

- تأثير وسائل الإعلام في تشكيل السلوك الاجتماعي

        إن وسائل الإعلام تمتلك القدرة على التأثير في الأفراد والمجتمع، إذ تعد وسائل الإعلام سواء كانت التقليدية، كالصحف أو التليفزيون أو الإذاعة، أم الوسائل الحديثة كالصحافة الإلكترونية ومواقع الأخبار والمعرفة المختلفة على شبكة الانترنت، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر التي تعد الآن أحد وسائل نقل الأخبار الأكثر شهرة في العالم، وكل هذه الوسائل لها تأثير كبير على تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للفرد أو المجتمع، ويسهم هذا البناء في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعة، والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك المناسب حول هذه القضايا، إذ يمكن للإعلام أن يؤثر بشكل كبير في تشكيل السلوك الاجتماعي والمعتقدات والقيم والتقاليد، (يمينة 2022، 95) من خلال الوسائل والأساليب الآتية:
- تغيير المواقف والاتجاهات: يعد الإعلام مصدراً رئيساً للمعلومات، ويؤثر في مواقف الأفراد والجماعات تجاه القضايا المختلفة، ويتحكم في موقف المتلقي ويغير وجهة نظره من القضايا المطروحة على الساحة المحلية والدولية، بل هو قادر على توجيه العامة لتبني قضية رأي عام بشكل مغاير لحيثياتها على الواقع، إذ يمكن للإعلام أن يؤثر بشكل كبير على مشاهديه ومستمعيه، سواء بإيجابياته أم بسلبياته. لذا، من المهم أن يكون الإعلام مسؤولاً عن اختيار الموضوعات والقصص التي ينقلها، وأساليب التقديم التي يستخدمها، لضمان أن يكون لها تأثير إيجابي على المجتمع بشكل عام. (درويش 2005، 148).
- تغير المعرفة والاعتقاد: يؤثر الإعلام في تشكيل المعرفة للأفراد، إذ يمكن أن يغير الأفكار والمعتقدات من خلال الرسائل الإعلامية المستمرة أو مايعرف بالتعبئة، بل إن الإعلام قادر على خلق حالة اغتراب فكري بين الشخص ومعتقداته ومشاعره.
- التربية والتثقيف: يسهم الإعلام في تنشئة الأفراد والمجتمع وتوجيه وعيهم وتشكيل ثقافتهم من خلال تقديم المعلومات والقيم والمعتقدات، بشكل مقبول وعصري وجذاب، ويعمل الإعلام شريكا فاعلا في التربية والتوجيه، فضلا عن الأسرة والمدرسة، بل إنه في حالات كثير يتفوق عليهما، وتسهم وسائل الإعلام في خلق الرموز الوطنية، والاتفاف حول الرموز القائمة، مثل العلم والنشيد الوطني، مما يُعزز الشعور بالانتماء للوطن، كما يروج للقيم المشتركة مثل الوطنية، مما يُساعد على توحيد المجتمع، ويسهم في تغطيت الأحداث الوطنية مثل الانتخابات والحروب، مما يُساعد على تعزيز الشعور بالمشاركة في الحياة العامة.
- صناعة القيم والمعايير: إذ يستطيع الإعلام امتلاك مفاتيح التأثير على المجتمع من خلال صناعة القيم الاجتماعية أو التاثير فيها، والتحكم في المعايير الأخلاقية ونقلها إلى الجمهور، وكذلك من خلال تسليط الضوء على الأفراد والمجتمعات التي تتحلى بصفات معينة يرغب الإعلام في استنساخها الى المجتمع المستهدف، بغية تغيير قيمه ومعاييره الأخلاقية سوء أكان ذلك سلبا أم إيجابا، ويمكن أن يلعب الإعلام دوراً في تشجيع الأفراد على تقليد قيم وسلوكيات كانت منبوذة في مجتمعهم، ومن ثم اتباعها وتقليدها في حياتهم اليومية. (الفلاحي 2014، 47)

        فالوسائل الإعلامية أيضاً قادرة على تغيير سلوك المجتمع  وأنماطه، وقد يكون تأثير وسائل الإعلام في بعض الأحيان قوياً جداً وقادراً على نشر نمط سلوكي وثقافي واجتماعي ينتهجه الفرد أوالمجتمع، وفي بعض الأحيان، يمكن للفرد أو المجتمع الخروج من النمط الفكري والمجتمعي والسياسي الذي ترسمه وسائل الإعلام، وذلك يعتمد على مدى استيعاب المتلقي للرسائل والمعلومات التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة. 

- التحديات التي تحد من توجهات الإعلام 
        يتطلب قيام الإعلام بالدور المناط به في تحقيق الوعي والتعليم في المجتمعات المعاصرة، تعاونا من الحكومات والمنظمات الدولية جنباً إلى جنب مع المؤسسات الإعلامية بشكل فعال ومستدام، إذ يواجه الإعلام عددا من التحديات التي استطاعت أن تقف عائق أمام قدرته على أداء دوره في بيئة إعلامية صحية ومستدامة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة ونشر المعرفة في المجتمعات المختلفة، ومن تلك التحديات الآتي:
-    تغيرات التكنولوجيا والتحديات الرقمية  :بسبب تزايد استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، واجهت وسائل الإعلام التقليدية تحديات كبيرة في جذب الجماهير والحفاظ على مكانتها، فالمعلومات المغلوطة والأخبار الزائفة تنتشر بسرعة كبيرة، وتلاقي انتباه ومشاهدات وتفاعل كبير، مما يصعب دور الإعلام التقليدي، ويحد من كفاءة الإعلام الإلكتروني، ويؤثر سلباً على الوعي العام ويقلل من فاعلية دور الإعلام. (يمينة 2022، 90)
-    التحديات المالية والاقتصادية: التي تفاقمت بسبب الصعوبات المالية وارتفاع تكاليف الإنتاج الإعلامي، مما يؤثر على قدرة وسائل الإعلام على توفير برامج جيدة، ومحتوى ذي جودة عالية، وقد تؤدي التراجعات في الإعلانات والتغيرات في الاقتصاد العالمي إلى تقليص ميزانيات الإعلام وتقييد قدرته على تقديم المحتوى الشامل والمؤثر. (والجريمة 2013)
-    التحديات السياسية والقانونية: وهي الأخرى تشكل عائقا في نقل المعرفة وتقديم الأخبار بدقة، ومهنية وحيادية، إذ إن للرقابة الحكومية دورا سلبيا يؤول إلى تقيد حرية الإعلام.
-    التحديات الثقافية واللغوية: حين تغولت اللغة الإنجليزية على بقية اللغات والثقافة الغربية على معظم الثقافات أصبح من الصعب على وسائل الإعلام تقديم محتوى يتجاوب مع تلك التحديات بشكل فعال، ما يتطلب تخصيص جهود إضافية لفهم احتياجات الجمهور المستهدف وتقديم المحتوى بطريقة تتوافق مع خلفياتهم الثقافية واللغوية لغرض الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور المتلقي. (التحرير 2022، 4)

المبحث الثاني: دور الإعلام في جهود مكافحة المخدرات

         في عالم مليء بالتحديات الاجتماعية والصحية، تلعب وسائل الإعلام دوراً بارزاً في تشكيل الوعي العام، وتلعب وسائل الإعلام الاجتماعية دوراً بارزاً في تشكيل مواقف المجتمع تجاه قضية المخدرات، كما يمكن لها أن تنشر معلومات دقيقة تزيد من وعي الناس بالمخاطر المترتبة على التعامل مع المخدرات، كذلك يمكن للإعلام الرسمي والإعلام المسئول أن يواجه ماقد يتم نشره في الإنترنت المظلم (وهي شبكة عنكبوتية موازية للإنترنت المعروف للعامة تدار فها الأنشطة غير المشروعة)، أو على وسائل الإعلام الاجتماعية من معلومات مضللة تروج للاستخدام أو للتعاطي، أو للإتجار ببعض أنواع المخدرات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

        إن الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الاجتماعية في هذا المجال محوري وله تأثيرات بالغة الأهمية على المجتمع، ويستوجب تشديد الرقابة والمتابعة والاهتمام، ويجب تقييم دور وسائل الإعلام الاجتماعية، والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعية ومراجعة دورهم في تشكيل موقف المجتمع تجاه المخدرات، إذ يتعاظم الدور الحيوي لهذه الوسائل في نقل المعرفة والتأثير في السلوك الاجتماعي، وفضلا عن ذلك تعد وسائل التواصل الاجتماعية منصة رئيسة لنشر المعلومات حول المخدرات، سواء أكانت دقيقة أم غير دقيقة، مما يؤثر على تفهم الناس للمخاطر المرتبطة بها. (الفلاحي 2014، 284) وكذلك قد تنشر وسائل الإعلام الاجتماعية أحياناً معلومات مضللة حول المخدرات، وتروج لاستخدامها أوتصوّرها بشكل يجعلها تبدو جذابة أو طبيعية، مما يزيد من احتمالية انتشارها ووصفها بأنها سلوك شخصي أو سلوك اجتماعي مقبول، ومن ثم يجب متابعة سلوك المؤثرين في وسائل الإعلام الاجتماعية والتواصلية بعناية ومراقبة، وكيفية تقديمها للمعلومات حول المخدرات لتعزيز التوعية والتصدي للسلوكيات الضارة في المجتمع بدلاً من تعزيزها. (ذيب 2018، 148).

       ومن ناحية أخرى، يمكن أن تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً إيجابياً يكون بنشر الوعي حول مخاطر المخدرات، وتقديم معلومات مهمة لأجهزة المكافحة المختصة في هذا الشأن، وكذلك لأجهزة الدعم والإرشاد الصحي والنفسي. كما يمكن أيضاً الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل منصة للمتعافين لمشاركة قصصهم ولو بأسماء وهمية لايصال رسالة إيجابية لمن وقعوا في فخ الإدمان ولديهم رغبة في التعافي منه. 

-دور وسائل الإعلام في مكافحة أشباه المخدرات
       إن مجتمعنا من المجتعات التي تعاني من آفة أشباه المخدرات التي تسبب الإدمان ومنها (الشمة والتتن والقات...إلخ، ويعد المتعاطي للقات بشراهة من حيث الكم أو المدة الزمنية الطويلة فريسة سهلة للمروجين، (عمارة 2012، 24,124,226). ويعد من الأشخاص الأكثر احتياجاً للمواد المخدرة؛ لأنه عود جسدة على جرعات عالية من تلك المواد الخطرة عبر مضغ كميات كبيرة من القات، فضلا عن عدد من المواد المساعدة لتركيز  مفعول القات وتقويته مثل مشروبات الطاقة، وحبوب التهدئة المختلفة التي تخلط فيه، كون القات وحده لم يعد يكفي بالمتطلبات المتزايدة للمهدئات، (القرني 2010، 115-125) إذ تعود الجسد على طلب المزيد من تلك (المواد المخدرة) أو المنشطة كما يحلو لمجتمعنا تسميتها، مع العلم أن (المخدرات والمنشطات ومواد الهلوسة) تنتمي جميعا لعائلة الممنوعات نفسها ذات الأثر السلبي صحياً واجتماعياً. (عمارة 2012، 21).

        إن جهود محاربة المخدرات تستدعي إعطاء مجال أكبر وأوسع للاعلام للتعاطي مع مشكلة الإدمان، لاسيما مع ظهور شقيقات المخدرات في مجتمعنا المحافظ، مثل شمة الحوت، والأراجيل، والسجائر الإلكترونية والشبو وغيرها، وكذلك وقوع اليمن على خط تجارة المخدرات بين السعودية ودول أخرى، (والجريمة 2013، 98) وانتشار ظاهرة التهريب والترويج والنقل لأنواع متعددة من المخدرات في الداخل وعبر الحدود، وهنا يقع على عاتق الإعلام تنبيه المجتمع وإرشاده لوسائل الترويج والإتجار بالمخدرات، وكشف طرق المتعاطين، وتحديد أساليب الإبلاغ، والتعاون مع الأجهزة الصحية والأمنية بكل مسؤولية وشفافية.

- أهمية التواصل الفعّال بين وسائل الإعلام والجهات المختصة في مكافحة المخدرات
       إن ظاهرة تعاطي المخدرات من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، إذ تنتشر هذه الآفة في شرائح المجتمع وتؤثر سلباً على الفرد والأسرة والمجتمع ككل، ولمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة، فإن التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية بمكافحة المخدرات بين وسائل الإعلام أمر بالغ الأهمية، ويمكن أن يكون على النحو الآتي: (س. العنزي 2014، 64-66)

**أولاً :**دور وسائل الإعلام في مكافحة المخدرات:
        تلعب وسائل الإعلام دوراً محورياً في التوعية والتثقيف  بأخطار المخدرات وطرق الوقاية منها، وذلك من خلال تكثيف البرامج الإعلامية والحملات التوعوية والتثقيفية، وفضلا عن ذلك يمكن لوسائل الإعلام نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول المخاطر الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن تعاطي المخدرات، كما يمكن لوسائل الإعلام إبراز الجهود الحكومية والأهلية في مكافحة هذه الآفة وتسليط الضوء على نجاحات الإجراءات الأمنية والبرامج الإرشادية والعلاجية. (ذيب 2018، 152-153).

       ومنها أيضا إصدار مجلة أو صحف جامعية مخصصة لمناقشة قضايا المخدرات كون الجامعات مركز تجمع للفئة العمرية الشابة سواء أكانوا طلبة البكالوريوس أم الدراسات العليا، وهم الفئة الأكثر استهدافا من المروجين، والفئة الأكثر تأثرا وتفاعلا بالمنشورات التثقيفية، والبرامج التوعوية حول المخدرات التي يمكن بثها على وسائل الإعلام المتاحة، ويمكن كذلك تنظيم مسابقات وفعاليات تفاعلية حول المخدرات لنشر التوعية بين الطلاب،وإشراك الطلاب في حملات التوعية، من خلال التعاون مع الاتحادات الطلابية  ومع ملتقى الطالب الجامعي، إذ يمكن تشكيل فرق من الطلاب للمشاركة في حملات التوعية حول المخدرات داخل الجامعة وخارجها، وإطلاق مبادرات طلابية للتوعية بمخاطر المخدرات، ودعم الطلاب الراغبين في إجراء أبحاث حول المخدرات. (صورية 2023، 555)

ثانياً :دور الجهات المختصة في مكافحة المخدرات:
       تقوم الجهات الأمنية بدور محوري في التصدي لانتشار المخدرات من خلال الإجراءات الاستباقية، والعمليات الأمنية الهادفة إلى اعتراض أي شحنات من أي نوع من أنواع المخدرات، والعمل على القبض على تجار هذه المواد القاتلة ومروجيها ومهربيها، كما تقوم الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ برامج توعوية وعلاجية لمساعدة المتعاطين على التعافي من هذا المرض الإدماني الخطير، وإعادة دمجهم في المجتمع. (طش عبد القادر 2022، 355)

ثالثاً: أهمية التواصل الفعّال بين وسائل الإعلام والجهات المختصة:
        إن تحقيق التنسيق والتكامل بين وسائل الإعلام والجهات المختصة في مكافحة المخدرات يُعد أمراً بالغ الأهمية وركيزة أساسية لتحقيق نجاح حقيقي وللوصول إلى نتائج ملموسة في هذا المجال، إذ يمكن من خلال تبادل المعلومات والبيانات والتنسيق بين وسائل الإعلام والجهات المختصة، وضع استراتيجية متكاملة تشمل الحملات التوعوية والإعلامية. (عليوي 2016، 13)

      ويمكن للجهات الإعلامية والأمنية أن تعزز من فعالية جهودها المشتركة في القضاء على هذه الآفة الخطيرة وحماية المجتمع من آثارها المدمرة، كما أن هذه الشراكة بين وسائل الإعلام والجهات المختصة كفيلة بأن تعزز الثقة المجتمعية في هذه الجهود وتعزز نجاح البرامج الساعية لمكافحة المخدرات.

- أهمية التواصل الفعّال بين وسائل الإعلام والمجتمع
       تعد وسائل الإعلام أهم وسائل الوصول إلى شرائح المجتمع كافة، وهي الأكثر قدرة على التأثير في توعية الأفراد بمشكلة المخدرات، أكثر حتى من المساجد والخطباء وجهات الإرشاد الديني؛ لأن الشرائح الواقعة في فخ المخدرات لاترتاد المساجد ومراكز الإرشاد الديني، وقليلة الاستماع لها والتأثر بتوجيهاتها، ومن ثم يكون للإعلام تأثير كبير على نفسيات المواطنين، لاسيما فئة الشباب والمراهقين، الذين يتابعون البرامج التوعوية والحملات التثقيفية والتعبوية، ويمكن للإعلام أن يشارك في الحملات الوطنية والدولية للتوعية بخطورة المخدرات، مما يسهم في نشر الوعي والمعرفة حول هذه المشكلة. (يمينة 2022، 91) ويشمل إسهام الإعلام في الوسط الاجتماعي المحاور الآتية:

التوعية المستمرة: من خلال بث برامج توعوية، وتسليط الضوء على مخاطر المخدرات، وتوضح تأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع عبر حملات توعية مستمرة تستهدف المجتمع بشرائحه كافة، سواء عبر الإذاعة والتلفزيون أم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تشجعه على الابتعاد عن المخدرات والبحث عن مسارات صحية آمنة.

تقديم المعرفة: بنشر معلومات عن أنواع المخدرات وعلامات تعاطيها وأثرها على الصحة، كما يجب أن يكون الإعلام دقيقاً في نقل المعلومات حول المخدرات، ويجب التحقق من المعلومات وتجنب نشر الأخبار الكاذبة أو المعلومات المضللة، نظرا لحساسية الأمر وخطورته .

بث الأمل: يجب على الإعلام وضع استراتيجيات واضحة مختصة في إبراز نماذج النجاح، لعلاج الإدمان وعرض حالات واقعية وافتراضية وحالات نموذجية للتخلص من الإدمان وتشجيع المتعاطين على أن يسلكوا طريق التداوي.

توجيه المتعاطين لتلقي العلاج: يجب أن يكون الإعلام شريكاً فعّالاً في جهود مكافحة المخدرات، من خلال توجيه الجمهور ونشر المعرفة والتحليل الدقيق للمشكلة وتقديم الإرشادات الضرورية للتخلص من الإدمان ونشر المعلومات الكافية عن طريق مراكز العلاج والتداوي النفسي والجسدي، وتطمين المتعاطين لسرية إجراءاتها، وخصوصية بياناتهم. (وحيدة 2015، 382)

       وفضلا عن ذلك يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورا هاما في تعزيز الثقافة الصحية والتوعية بضرورة مكافحة المخدرات وتسليط الضوء على مشكلة المخدرات بأنواعها وأشكالها المختلفة، كما يجب أن يقوم الإعلام بتحليل البيانات والمعلومات المتعلقة بالمخدرات ويقدمها بشكل مفهوم، لتسهم في توجيه السياسات واتخاذ القرارات الصحيحة. 

المبحث الثالث: مسئولية الإعلام ضمن معركة مكافحة المخدرات
        تلعب وسائل الإعلام التقليدي والإعلام الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً هاماً في توعية المجتمع بمخاطر المخدرات وضرورة مكافحتها، ويمكن للجامعات ومؤسسات البحث العلمي أن تدعم هذه الجهود من خلال إقامة الندوات والورش وإنتاج محتوى موثوق به وجذاب حول هذا الموضوع ونشره على وسائل الإعلام المختلفة، ليسهم في معركة مكافحة المخدرات والحد من انتشارها وتأثيرها السلبي على المجتمعات، ويجب على الجامعات ومؤسسات البحث العلمي على مستوى الجمهورية اليمنية أن تتحد وتتعاون بعضها مع بعض، وتتعاون مع الجهات المعنية في الدولة والإدارة المختصة لتحقيق نتائج إيجابية وصحية لجميع أفراد المجتمع. (يمينة 2022، 88)

       وفي حين تعد مكافحة المخدرات من التحديات الرئيسة التي تواجه الدول وتهدد صحة أفرادها وأمن مجتمعاتها، يلعب الإعلام الجامعي ومؤسسات البحث العلمي دوراً حيوياً في هذه المعركة، إذ تعد الجامعات مصدراً رئيساً للمعرفة والثقافة، ومصدرا رئيسا للتوعية، وهذا مايستوجب أن تعطى دوراً فاعلاً في توعية منتسبيها والمجتمع بمخاطر المخدرات وطرق الوقاية منها، وتعد مؤسسات البحث العلمي مصدراً مهماً للبيانات والإحصائيات، إذ يمكن للجامعات تقديم برامج توعية وتثقيفية مستمرة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين حول أضرار المخدرات وكيفية التعامل معها.

- مسئولية الإعلام الجامعي تجاه الشباب ضمن معركة مكافحة المخدرات
       من المهم أن يعطى الإعلام الجامعي دور في توعية الشباب حول مخاطر المخدرات، إذ يعد الشباب من أهم شرائح المجتمع وأكثرها حضورا داخل الجامعات، وأكثرها اتصالا وتواصلا مع إعلامها وكوادرها، وهي الشريحة الأكثر تأثيراً في المستقبل، وعلى الرغم من أن هذه الشريحة تحضي بقدر كبير من الرعاية والاهتمام والتثقيف الصحي والنفسي والأكاديمي، وهي الأقل تعرضا للمصاعب والضغوط النفسية إلا أنها الأكثر عرضة للسقوط في فخ المخدرات، ومع ازدياد معدلات تعاطي المخدرات بين الشباب ولاسيما تلك الأنواع التي بدأت تأخذ شعبية وقبولا اجتماعيا، مثل (شمة الحوت، والشبو)، حتى أصبح من الضروري تسليط الضوء على هذه المشكلة والعمل على التصدي لها، على مستوى الجامعات ومن خلال الإعلام الجامعي الذي له دور محوري في هذا الصدد، إذ يمكن أن يسهم في توعية الشباب وتثقيفهم حول مخاطر المخدرات وكيفية الوقاية منها. (س. العنزي 2024، 42-43)

        ويُعد الإعلام الجامعي أداة فعالة للتوعية والتثقيفة في ظل التحديات التي تواجه الشباب في مجال تعاطي المخدرات، إذ يُعد الإعلام الجامعي من أهم الوسائل الإعلامية المؤثرة على الشباب الجامعي من خلال وسائله، ومن خلال تبني محاور التوعية المناسبة واستخدام الوسائل الإعلامية والأساليب الجذابة، مايضمن الإسهام بشكل كبير في حماية الشباب من مخاطر هذه الآفة الخطيرة، ويمكن للإعلام الجامعي أن يستخدام عددا من الوسائل للإسهام في الحملة العالمية والوطنية الهادفة للتوعية ضد المخدرات، ومنها الوسائل التالية:
- النشرات والملصقات التوعوية المنشورة في أرجاء الحرم الجامعي.
- برامج إذاعية وتلفزيونية تتناول هذا الموضوع بشكل مستمر.
- محاضرات وندوات يشترك فيها الخبراء والمتخصصين في مجال مكافحة المخدرات.
- مسابقات وفعاليات ضمن الأنشطة الطلابية وأنشطة ملتقى الطالب الجامعي .
- إعداد مسرحيات وتمثيليات وقصائد وزوامل شعبية تظهر خطر المخدرات وعواقبها.

      وتنبع أهمية الدور الإعلام الجامعي من أنه يتمتع بمصداقية كبيرة لدى هذه الفئة، لاهتمامه بالقضايا الواقعية والمحسوسة للطلبة دون غرقه في الموضوعات الخلافية ذات الطابع السياسي، فضلا عن  أن للإعلام الجامعي (سواء الرسمي أم إعلام الملتقيات الطلابية) إمكانية الوصول إلى الطلبة بشكل مباشر ومستمر، مما يُتيح له فرصة إيصال الرسائل التوعوية بطريقة متكاملة وفعالة، ويمكن للإعلام الجامعي أن يتناول محاور عدة  في مجال توعية الشباب حول مخاطر المخدرات، من بينها:
- التعريف بأنواع المخدرات والخمور بما فيها الأنواع الشعبية، مثل الحبوب المهدئة، والشمة بأنواعها، والشبو، والسجائر، والأراجيل الإكترونية بشكل عام أو بالإضافات الخطرها إلى محتواها، فضلا عن بعض أنواع القات، وكذلك التعريف بأضرارها الصحية والنفسية والاجتماعية. (القرني 2010، 58)
- توضيح المخاطر القانونية والصحية والاجتماعية المترتبة على تعاطي المخدرات أو الترويج لها.
- تسليط الضوء على حالات النجاح في التخلص من الإدمان وإعادة الاندماج في المجتمع.
- تشجيع الشباب على المبادرة للبحث عن المساعدة والعلاج عند الوقوع في وحل المخدرات.
- التشجيع على رفع حالة الوعي والشعور بالمسؤولية بالإبلاغ عن حالات الاشتبات بالتعاطي أو بالإتجار بالمخدرات؛ لما في ذلك من أهمية وطنية وأمنية وحماية للمجتمع وحفظ لحالة الأمن والسلامة الاجتماعية.

       وتعد مسألة تغطية الإعلام الجامعي لموضوع المخدرات بموضوعية من القضايا المهمة التي تثير اهتمام الجمهور العريض، لاسيما في ظل انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب، والتحديات التي تنجم عن ذلك على المجتمع بشكل عام، ومع ذلك يواجه الإعلام الجامعي عددا من التحديات في تغطية هذا الموضوع بموضوعية،إذ يعد تحقيق الموضوعية في تغطية موضوع المخدرات من قبل وسائل الإعلام الجامعي تحدياً كبيراً، نظراً لتأثير الجوانب الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقانونية التي تترتب على التعاطي مع هذا الموضوع، وكون وسائل الإعلام الجامعي تتأثر بشكل كبير بالقيود التي تفرضها الحكومة أو الجامعات أو النقابات أو اتحادات الطلبة، أو مؤسسات المجتمع المدني مما يؤثر سلباً في قدرتها على تقديم تغطية موضوعية لموضوع المخدرات، كما يعد تحقيق توازن بين تغطية موضوعية لموضوع المخدرات وبين الحفاظ على حقوق الأفراد وخصوصيات مجتمعنا المحافظ تحدياً كبيراً أيضاً، (القرني 2010، 239) إذ يقع على عاتق  وسائل الإعلام الجامعي العمل على بناء ثقة دائمة مع جمهورها داخل الجامعات وخارجها من خلال تقديم أخبار وتغطية متوازنة وموضوعية لموضوع المخدرات، بما يعكس الحقائق والأراء المختلفة بشكل دقيق وشفاف وبما يصب في خدمة المجتمع؛ لأن الثقة بوسائل الإعلام تعتمد بشكل أساس على مدى توجهها نحو تقديم المعلومات بشكل صحيح ودقيق، مع مراعات حجم الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلام الجامعي في تغطية موضوع المخدرات بموضوعية ومنها:
-    حساية الموضوع لدى المجتمع بشكل عام وبشكل أكبر لدى المجتمع الجامعي.
-    حساسية التوازن بين التوعية والتحذير من الوقوع في فخ الترويج غير مقصود للمخدرات.
-     دور التدريب الإعلامي والتوعية للصحفيين الجامعيين.
-    القيود القانونية والرقابية وتأثيرها على التغطية الإعلامية في الموضيع الحساسة.
        يجب أن يكون الإعلام الوطني عموماً والجامعي خصوصاً على قدر عال من المسؤولية في تغطية موضوع المخدرات، وأن يتجنب الانجرار وراء المصالح والمؤثرات التي قد تؤثر على موضوعيته، ومن خلال التركيز على تحقيق التوازن واحترام خصوصية المجتمع، ويمكن للإعلام الجامعي أن يسهم في زيادة الوعي بمشكلة المخدرات وتشجيع الحوار العام حول كيفية التعامل مع هذه المشكلة بشكل فعال.
- مسؤولية مؤسسات البحث العلمي، بوصفها موجها للدور الإعلامي والتثقيفي  ضمن معركة مكافحة المخدرات

       تلعب مؤسسات البحث العلمي دوراً هاماً بوصفها موجها للدور الإعلامي والتثقيفي، ومؤثرا رئيسا موثوقا به في ساحة الوعي، وفي توجيه البحوث والدراسة نحو خطر المخدرات على المجتمع، وذلك من خلال تقديم فهم واسع ودقيق لطبيعة المخدرات وآثارها، وإجراء البحوث العلمية في تركيبات المخدرات وكيفية عملها على الدماغ والجسم، ودراسة التأثيرات قصيرة المدى، وطويلة المدى للمخدرات على الصحة الجسدية والنفسية للمتعاطي، وتحليل سلوكيات المدمنين وعوامل الخطر التي تؤدي إلى الإدمان، وتطوير علاجات فعالة لإنقاذ المدمنين الراغبين في الشفاء، واختبار أدوية جديدة لعلاج الإدمان وسحب السموم من الجسم، (عمارة 2012، 56) وكذلك تطوير برامج علاجية نفسية وسلوكية لمساعدة المدمنين على التعافي، فضلا عن ابتكار طرق فعالة للوقاية من تعاطي المخدرات، والإسهام في الجهودالوطنية من خلال المشاركة في اللجان العلمية النفيسة والاجتماعية، وتقديم بيانات علمية لصياغة السياسات ولتزويد صناع القرار بمعلومات موثوقة عن المخدرات وآثارها على المجتمع وللإسهام في وضع سياسات فعالة لمكافحة المخدرات ومنع انتشارها في الجمهورية اليمنية، وكذلك القدرة على تقييم فعالية البرامج الموجودة لمكافحة المخدرات، والإسهام في جهود رفع مستوى الوعي المجتمعي بنشر المعلومات الصحيحة عن المخدرات ومخاطرها، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإدمان وعلاجه، وتشجيع الأفراد على طلب المساعدة في حال تعاطيهم للمخدرات. (س. العنزي 2024، 51)

     وفضلا عن ذلك يجب العمل على توسيع فرص الإعلام الجامعي للاستفادة من الإنتاج البحثي الموجة في المؤسسات الأكاديمية، ويلعب الإعلام الجامعي دوراً مهماً في توجيه الأبحاث العلمية والمعرفة الأكاديمية نقلها إلى الجمهور بشكل فعّال ومباشر، إذ يمكن استفادة الإعلام الجامعي من الإنتاج البحثي الضخم والموجه في المؤسسات الأكاديمية لتعزز التواصل بين الجامعات والمجتمع، وتعزز من مكانة الجامعات بوصفها مراكز للمعرفة والتفكير العميق، ومصدرا  للمحتوى والخبرات العلمية، (درويش 2005، 30-31) إذ يمكن للإعلام الجامعي استخدام هذه الأبحاث لتكون مصدرا أساسا  للمحتوى العلمي المفيد للمجتمع، كالإنجازات البحثية المتميزة التي لها دور بارز في خدمة المجتمع، التي تعزز صورة الجامعة وتجذب الانتباه إليها من الجمهور والشركات والمؤسسات الأخرى التي تبحث عن شراكات أكاديمية، لتحقيق مزيد من التأثير الإيجابي على المجتمع اليمني وعلى العالم بشكل عام، ويمكن عرض إسهام مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في مجال مكافحة المخدرات في الأدوار الآتية:

توعية المجتمع بخطر المخدرات: تُعَدُّ الجامعات ومؤسسات التعليم العالي من أهم القنوات الفاعلة في نشر الوعي والتثقيف المجتمعي بمخاطر المخدرات، إذ تقوم بتنظيم برامج وفعاليات توعوية وتثقيفية موجهة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين، فضلا عن التعاون مع الإعلام الجامعي في حملات التوعية والتحذير من هذه الآفة، كون الجامعات تمتلك إمكانيات قوية لتعزيز الوعي بأضرار المخدرات بين منسبيها، فضلا عن المجتمع المحلي والوطني بشكل عام، ويمكنها أن تقدم برامج توعوية متنوعة تشمل ورش العمل، والندوات، والمواد التثقيفية لتسليط الضوء على الآثار السلبية للإدمان على المخدرات وتعزيز السلوكيات الصحية بين الطلاب والمجتمع المحلي. (صورية 2023، 564-565)  

إيجاد حلول فعالة: إذ يمكن للأبحاث العلمية التي تجريها الجامعات ومراكز البحث أن تسهم في فهم أفضل لأسباب الإدمان وتأثيراته العقلية والجسدية، من خلال تطوير تقنيات جديدة للكشف عن المخدرات، وإنتاج الأدوية الجديدة، ووضع السياسات الفعالة، ويمكن أن تسهم هذه الأبحاث والسياسات في تقديم حلول مستدامة لمكافحة مشكلة المخدرات.

إعداد الكوادر المتخصصة وتدريبها : إذ تُسهم المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات البحث العلمي في إعداد الكوادر البشرية المتخصصة وتأهيلها في مجالات مكافحة المخدرات، مثل الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والقانونيين، الذين يُسهمون في تقديم الخدمات العلاجية والإرشادية للمتعافين من الإدمان.

التعاون بين أجهزة مكافحة المخدرات والجامعات: إذ إن التعاون بين الجامعات والحكومة يمكن أن يؤدي إلى تطبيق سياسات فعالة للحد من انتشار المخدرات، وفي تنفيذ برامج التوعية والتثقيف حول المخدرات،فضلا عن توفير الموارد المالية والتقنية اللازمة للأبحاث والبرامج التوعوية، والمشاركة في برامج علاج الإدمان التي تنفذها الحكومة، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتعافين من الإدمان، ودراسة العوامل الاجتماعية والنفسية التي تدفع الناس إلى تعاطي المخدرات، كما يمكن للإعلام الجامعي أن يسهم في نشر الوعي وتسليط الضوء على الجهود الجامعية في مكافحة المخدرات، من خلال دورها الحيوي في التوعية والبحث العلمي، إذ تلعب المؤسسات الأكاديمية دوراً لا يمكن إغفاله في مكافحة مشاكل المخدرات على مستوى المجتمعات المحلية والوطنية، ويمكن دعم هذه الجهود بالاستثمار في البحث العلمي وتعزيز الشراكات بين الجهات ذات الصلة ومؤسسات البحث العلمي لضمان تحقيق تقدم ملموس في مجال كبح انتشار المخدرات ومكافحة آثارها بشكل شامل وفعال. (عليوي 2016، 14-15)

الدراسة الميدانية: "دراسة دور الإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر المخدرات"
المدخل: 
      استخدمت الدراسة المنهج التحليلي الوصفي، مما سمح بجمع بيانات شاملة وتحليلها بطرق وصفية ومنطقية، وهذا النوع من المنهجيات يُعد مناسباً لدراسة تأثير الإعلام، إذ يتيح فهم العوامل المعقدة المرتبطة بوعي المجتمع بمخاطر المخدرات، وتضمنت عينة الدراسة 60 استمارة، مع نسبة قبول بلغت 84%، مما يعكس موثوقية البيانات، وتم تنويع العينة بين الطلاب، الباحثين، وأعضاء هيئة التدريس بجامعة ذمار وعدد من الجامعات الخاصة بذمار، وعدد من أفراد المجتمع المحلي مما يعزز شمولية النتائج ويعكس آراء متعددة.

       وتشير النتائج إلى أن الإعلام يلعب دوراً حيوياً في توعية المجتمع بمخاطر المخدرات، عبر نشر المعلومات الإرشادية، كذلك كان هناك تأكيد على أهمية الحملات الإعلامية المستمرة، مما يعكس دور الإعلام بوصفه أداة فعالة في مكافحة التهريب، كما يُظهر الإعلام الجامعي دوراً مهماً في التواصل مع مراكز علاج الإدمان، مما يُعزز من قدرة الجامعة على توعية الطلاب، وتشير النتائج إلى ضرورة التنسيق بين الإعلام ومراكز العلاج، مما يعكس أهمية التعاون بين الجهات المختلفة، أيضا أسهم الإعلام في تحسين الصورة الذهنية لإدارة مكافحة المخدرات كان محوراً مهماً، إذ يُظهر أهمية الإعلام في بناء الثقة مع الجمهور. 

       وأظهر التحليل الإحصائي للدراسة  أن معدل الثبات لجميع المتغيرات تجاوز 92%، مما يُعزز من موثوقية النتائج، وهذا يشير إلى أن البيانات التي تم جمعها تعكس بدقة الواقع، مما يُعزز من قوة الاستنتاجات. واستند الباحث إلى دراسات سابقة لتصميم النموذج، مما يُظهر اهتماماً بتعزيز الأسس العلمية للدراسة ويوفر إطاراً مرجعياً يمكن البناء عليه.

       وقد خلص البحث إلى عدد من التوصيات منها تعزيز التعاون بين الإعلام ومراكز العلاج النفسي ومركز البحث العلمي، فضلا عن تنظيم ورش عمل وندوات توعوية تركز على مخاطر المخدرات، مع ضرورة استهداف فئات عمرية أوسع، مع التركيز على الشباب وبذل جهد أكبر في توجيه طلبة الجامعات من خلال حملات إعلامية مخصصة. إذ تشير نتائج الدراسة إلى أن الإعلام يلعب دوراً حاسماً في تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر المخدرات، ومع ذلك، ثمة حاجة إلى مزيد من التنسيق والتعاون بين  الجهات المختلفة لتحقيق نتائج أفضل في مكافحة هذه الظاهرة.

منهج الدراسة:
      تم تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها وسائل الإعلام في مواجهة خطر المخدرات وتعزيز وعي الطلاب بذلك، وتحليل التأثيرات الناجمة عن "انتشار المخدرات في المجتمع سواء للتعاطي أم للإتجار" وذلك باستخدام المنهج التحليلي الوصفي، إذ تم تفسير البيانات المجمعة وتحليلها بطريقة وصفية ومنطقية.

-مجتمع الدراسة
      تمثل مجتمع الدراسة من المجتمع المحلي من فئات عمرية مختلفة أهمها فئة الشباب، وكانت الفئة الأكبر من منتسبي جامعة ذمار، التي تضم نحو 20,000 طالب وطالبة، فضلا عن حوالي 3,000 من الأساتذة الجامعيين والباحثين والموظفين الإداريين. وتُعد جامعة ذمار جامعة حكومية رئيسة في محافظة ذمار، التي تحتوي أيضاً على عدد من الجامعات الخاصة. وتم توزيع الاستمارات على عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الخاصة، إذ يعمل بعضهم أيضاً في جامعة ذمار. وتنوعت عينة الدراسة بين الطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس.

-عينة الدراسة
تم توزيع 120 استمارة على النحو الآتي:
- 80 استمارة للطلاب : 30 طالباً و20طالبات من تخصصات مختلفة من داخل التعليم الجامعي، و(30) من الذكور من أفراد المجتمع، أي من خارج الجامعة.
- 20 استمارة للباحثين: ممن يعملون في مراكز بالجامعة ويشغلون أيضاً وظائف إدارية.
- 20 استمارة لأعضاء هيئة التدريس: ممن لهم علاقة بالإعلام أو الطب النفسي.
         وتمت استعادة 100 استمارة، وقُبلت 84 استمارة بناءً على معايير القبول البحثية، في حين استُعبديت 8 استمارات بسبب بيانات مفقودة، ولأسباب أخرى، مما جعل نسبة القبول 84%. كما أُجريت مقابلات مع 20 من أعضاء هيئة التدريس الذين لهم علاقة بالإعلام أو بالطب النفسي، إذ تم توجيه خمسة أسئلة مرتبطة بمشكلة البحث.

-إدارة الدراسة
        اعتمدت الدراسة في جمع البيانات على استمارة الاستقصاء التي تضمنت بيانات عامة ووظيفية ودرجات علمية. وشمل هذا الجزء خمسة أسئلة تتعلق بالاسم، والوظيفة، والفئة العمرية، والجنس، والدرجة العلمية. واحتوت الاستمارة على 22 سؤالاً، تم تحكيمها من قبل مختصين في الإعلام، والطب النفسي، والإحصاء، وهم من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة. وتوزعت الأسئلة على خمسة محاور مرتبطة بشكل مباشر بأهداف الدراسة.

-المحور الأول: فاعلية الإعلام في التعريف بالمخدرات
       تناول هذا المحور تأثير الإعلام في توعية المجتمع بمخاطر المخدرات، بما في ذلك توزيع المنشورات والمعلومات الإرشادية، والتعريف بأساليب التهريب وأنواع المخدرات. وشمل هذا المحور خمسة أسئلة.

-المحور الثاني: فاعلية الإعلام في مكافحة المخدرات
     تناول هذا المحور دور الإعلام في توزيع النشرات الإرشادية والإعلانات والكتيبات التثقيفية، وإجراء لقاءات صحفية مستمرة، وتنفيذ حملات توعية حول مخاطر التهريب. وشمل هذا المحور أربعة أسئلة.

-المحور الثالث: فاعلية الإعلام الجامعي في التوعية
      تناول هذا المحور دور الإعلام الجامعي في التواصل مع مراكز علاج الإدمان ومراكز البحث العلمي، بهدف توعية الطلاب بمخاطر المخدرات والإسهام في الندوات والورش. وشمل هذا المحور أربعة أسئلة.

-المحور الرابع: فاعلية الإعلام في وضع الخطط العلاجية
       تناول هذا المحور التنسيق بين الإعلام ومراكز علاج الإدمان لتثقيف الطلاب ووضع خطط علاجية لمشكلة تهريب المخدرات. وشمل هذا المحور أربعة أسئلة.

-المحور الخامس: فاعلية الإعلام في التعاون مع أجهزة مكافحة المخدرات
      تطرق هذا المحور إلى تحسين الصورة الذهنية لإدارة مكافحة المخدرات، وضرورة اطلاع الجمهور على عمليات المكافحة. وشمل هذا المحور أربعة أسئلة.

       وقد اعتمد الباحث في الإجابة عن عبارات المحاور المختلفة على مقياس ثلاثي يتضمن درجات من "موافق" إلى "معارض". وتم قياس الثبات والاعتمادية باستخدام برنامج SPSS، إذ بلغ معدل الثبات لجميع المتغيرات أكثر من 92%، وهي نسبة تفوق النسبة النموذجية المقبولة (70%)، مما يعكس توافر الثقة في المتغيرات المدروسة.

-نموذج الدراسة المقترح
        استند الباحث في تصميم نموذج الدراسة إلى عدد من الدراسات السابقة المتعلقة بالمشكلة، مثل دراسة منصور (2011)، ودراسة كريش (2007)، ودراسة كاظم (2022)، ودراسة الحفيظ (2015). وبناءً على هذه الدراسات، حدد الباحث محاور الدراسة وأسئلة الاستبيان والمقابلات الشخصية والعينات المختارة.

-العمليات الإحصائية
   تم إجراء التحليلات الإحصائية اللازمة للمحاور المختلفة، مع التركيز على مدى تأثير الإعلام في توعية المجتمع بمخاطر المخدرات من خلال النتائج المستخلصة من المقابلات والاستبيانات، وهي كالآتي:
-    تحليل المتغيرات :
وتحليل الإحصائيات العامة للأعمدة (a1 إلى a22) 
Screenshot (43).png

•    عدد القيم الصالحة (N Valid): تتراوح القيم الصالحة بين 96 و100 عبر الأعمدة
•    المتوسط (Mean): القيم تتراوح بشكل عام بين 2.18 و2.53. هذا يعكس توزيعاً مركزياً حول هذه القيم.
•    الانحراف المعياري (Std. Deviation): يتراوح بين 0.504 و1.148، مما يدل على تباين متفاوت في البيانات. الأعمدة ذات الانحراف المعياري الأعلى تشير إلى تشتت أكبر للبيانات.
•     Skewness: القيم السلبية تشير إلى أن البيانات مائلة نحو اليمين، مما يعني أن القيم الأقل (موافق) هي الأكثر شيوعاً في معظم الأعمدة.
•    Kurtosis: القيم تظهر تفاوتاً في شكل توزيع البيانات، والقيم الإيجابية تشير إلى وجود ذيول أكثر حدة مقارنة بالتوزيع الطبيعي.
•    النطاق (Range): جميع الأعمدة لديها نطاق ثابت من 3، مما يعني أن القيم تتراوح من 0 إلى 3.
•    الحد الأدنى والحد الأقصى: جميع الأعمدة تتراوح بين 0 و3، مما يشير إلى أن جميع القيم تقع ضمن هذا النطاق.
الخلاصة: تظهر هذه الإحصائيات أن ثمة تبايناً في البيانات عبر الأعمدة المختلفة، والتوزيع يميل إلى اليمين بشكل عام، مع وجود تشتت متفاوت، والقيم المحددة تشير إلى أن البيانات تتوزع بشكل متقارب ضمن النطاق المقبول.
إحصائيات الثبات  
Screenshot (44).png

التحليل: Cronbach's Alpha: القيمة 0.929 تشير إلى أن أداة القياس تتمتع بمستوى عالٍ من الثبات. القيم فوق 0.7 تُعد مقبولة، والقيم فوق 0.9 تشير إلى ثبات ممتاز.
Cronbach's Alpha Based on Standardized Items: القيمة 0.934 تشير إلى أن الثبات يبقى مرتفعاً حتى عند استخدام العناصر الموحدة، مما يعزز موثوقية الأداة.
عدد العناصر (N of Items): الأداة تحتوي على 22 عنصراً، مما يوفر قاعدة بيانات جيدة لتحليل الثبات.
الخلاصة: تشير النتائج إلى أن الأداة المستخدمة في القياس تتمتع بثبات عالٍ، مما يعزز موثوقية البيانات التي تم جمعها.  

130.576التباين11.427الانحراف المعياري 52.24المتوسط22عدد العناصر

•    المتوسط (Mean): القيمة 52.24 تمثل متوسط النتائج للمقياس، مما يشير إلى أن القيم تتجمع حول هذه النقطة.
•    التباين (Variance): القيمة 130.576 تعكس مدى تشتت البيانات حول المتوسط. كلما كانت القيمة أعلى، كان هناك تباين أكبر في النتائج.
•    الانحراف المعياري (Std. Deviation): القيمة 11.427 تمثل الانحراف المعياري، وهو مقياس آخر لتشتت البيانات. تعني القيم الأعلى أن هناك تباعداً أكبر عن المتوسط.
•    عدد العناصر (N of Items): الأداة تتكون من 22 عنصراً، مما يوفر قاعدة بيانات كافية لتحليل النتائج.
الخلاصة: تشير هذه الإحصائيات إلى أن النتائج تميل إلى التجمع حول المتوسط، مع وجود مستوى متنوع من التشتت. تتوافر بيانات كافية لتحليل موثوق.
تحليل التباين ANOVA مع اختبار توكي لعدم الإضافية

Screenshot (46).png

تشير النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين العناصر والأشخاص في الدراسة، مما يعني أن ثمة عوامل تؤثر في النتائج، والقيمة الاحتمالية المنخفضة (< 0.001) تدعم ذلك، مما يشير إلى أهمية النتائج المستخلصة من التحليل. 

الاتفاق العام تشير النتائج إلى وجود اتفاق معتدل بين المقيمين، مع دلالة إحصائية قوية. ويُمكن الاعتماد على نتائج هذه العينة في التحليل، إذ إن الاتفاق بين المقيمين يتجاوز الحدود العشوائية

الاتفاق على الفئات الفردية: تشير النتائج إلى وجود اتفاق متفاوت بين المقيمين عبر الفئات المختلفة. والتصنيف 3 يظهر أعلى مستوى من الاتفاق (Kappa = 0.330)، في حين أن التصنيفات 0 و1 و2 تظهر اتفاقاً ضعيفاً إلى معتدل، وجميع النتائج تحمل دلالة إحصائية قوية، مما يشير إلى أن الاتفاق بين المقيمين ليس نتيجة للصدفة.

تحليل محاور الدراسة الميدانية:
  المحور الأول: فاعلية الإعلام في التعريف بالمخدرات
المتوسط (Mean): :القيم تتراوح بين 2.15 (بأساليب المهربين) و2.56 (خطورة تهريب المخدرات)، مما يشير إلى وعي عام بفعالية الإعلام في هذه المجالات.

الانحراف المعياري (Std. Deviation):: الانحراف المعياري يتراوح بين 0.675 و1.148، مما يدل على تباين في درجات التقييم، مع أعلى تباين في "بأساليب المهربين".

النتيجة: تشير الإحصائيات إلى أن الإعلام له فاعلية ملحوظة في التعريف بالمخدرات، مع وعي عام مرتفع حول موضوعات مثل خطورة تهريب المخدرات، ونشر المعلومات الإرشادية. ومع ذلك، يمكن أن يظهر تباين في فهم "بأساليب المهربين"، مما يستدعي مزيداً من التركيز في هذا الجانب.

   المحور الثاني: فاعلية الإعلام في مكافحة المخدرات
المتوسط (Mean):: القيم تتراوح بين 1.90 (لقاءات صحفية مستمرة) و2.42 (عقوبة التهريب)، مما يشير إلى تفاوت في فعالية الإعلام في هذه المجالات.

الانحراف المعياري (Std. Deviation):: يتراوح الانحراف المعياري بين 0.859 و1.088، مما يدل على وجود تباين في درجات التقييم، مع أعلى تباين في "توعية الجمهور بالأمانات".

النتيجة: تشير الإحصائيات إلى أن الإعلام له تأثير متباين في مكافحة المخدرات، إذ كانت فعالية "عقوبة التهريب" أعلى من باقي الجوانب المدروسة. في حين أظهرت "توعية الجمهور بالأمانات" و"لقاءات صحفية مستمرة" مستويات أقل من الفعالية. وهذه النتائج تشير إلى ضرورة تعزيز الجهود في مجالات التوعية، وزيادة التغطية الصحفية المستمرة لمكافحة المخدرات بفاعلية أكبر.

  المحور الثالث: فاعلية الإعلام الجامعي في التوعية
المتوسط (Mean): القيم تتراوح بين 1.88 (وضع الخطط العلاجية لمشكلة تهريب) و2.32 (تثقيف طلبة الجامعات)، مما يشير إلى تفاوت في فعالية الإعلام الجامعي في هذه المجالات.

الانحراف المعياري (Std. Deviation): : يتراوح الانحراف المعياري بين 0.837 و1.082، مما يدل على وجود تباين ملحوظ في درجات التقييم.
النتيجة: تشير الإحصائيات إلى أن الإعلام الجامعي له تأثير متباين في التوعية والاتصال بالمراكز المعنية بمكافحة المخدرات. وكانت فعالية "تثقيف طلبة الجامعات" هي الأعلى، في حين كانت "وضع الخطط العلاجية لمشكلة تهريب" هي الأدنى. وهذه النتائج تشير إلى ضرورة تعزيز الجهود في مجالات التوعية والتنسيق مع مراكز علاج الإدمان لتحسين فعالية الإعلام الجامعي في مكافحة المخدرات.

    المحور الرابع: فاعلية الإعلام في وضع الخطط العلاجية
المتوسط (Mean):: المتوسطات تتراوح بين 2.24 (تحسين الصورة الذهنية لإدارة المكافحة) و2.53 (اطلاع الجمهور بعمليات المكافحة)، مما يدل على وعي عام بفاعلية الإعلام في هذه المجالات.

الانحراف المعياري (Std. Deviation): : الانحراف المعياري يتراوح بين 0.504 و0.960، مما يدل على تباين معتدل في درجات التقييم.

النتيجة: تشير الإحصائيات إلى أن الإعلام له تأثير ملحوظ في التعاون مع أجهزة مكافحة المخدرات، إذ كانت فعالية "اطلاع الجمهور بعمليات المكافحة" هي الأعلى، في حين كانت "تحسين الصورة الذهنية لإدارة المكافحة" هي الأدنى. وهذه النتائج تشير إلى ضرورة تعزيز الجهود في مجالات نشر الدراسات واستخدام الحملات الإعلامية المكثفة لزيادة الوعي العام بشكل أفضل حول جهود مكافحة المخدرات

    المحور الخامس: فاعلية الإعلام في التعاون مع أجهزة مكافحة المخدرات
المتوسط (Mean):: تتراوح المتوسطات بين 1.74 (وضع تعليمات لاستقبال المضبوطين) و2.38 (عقد الندوات والمحاضرات)، مما يشير إلى تفاوت في فعالية الإعلام في هذه المجالات.

الانحراف المعياري (Std. Deviation):: يتراوح الانحراف المعياري بين 0.694 و1.084، مما يدل على وجود تباين في درجات التقييم، مع أعلى تباين في "وضع تعليمات لاستقبال المضبوطين".

النتيجة: تشير الإحصائيات إلى أن الإعلام له تأثير متفاوت في التعريف بالمتعاطين وطرق علاجهم. على الرغم من أن "عقد الندوات والمحاضرات" و"النشر بإمكانية علاج المتعاطين" حققتا درجات أعلى، إلا أن "وضع تعليمات لاستقبال المضبوطين" كانت أقل فعالية. وهذه النتائج تشير إلى ضرورة تعزيز الجهود في مجال توعية الجمهور وتعزيز الفهم حول طرق العلاج المتاحة.

مناقشة نتائج الدراسة: 
       تشير نتائج الدراسة إلى أن الإعلام يلعب دوراً مهماً في توعية المجتمع بمخاطر المخدرات، لكن ثمة حاجة إلى تطوير استراتيجيات أكثر فعالية في بعض المجالات، لاسيما في التوعية بأساليب التهريب، وتوعية الجمهور بالطرق العلاجية المتاحة. وتعزيز التعاون بين الإعلام ومراكز مكافحة المخدرات يمكن أن يسهم في تحقيق نتائج أفضل.

تحليل الإحصائيات العامة: تشير النتائج إلى أن هناك وعياً جيداً بمخاطر المخدرات بين المشاركين، مع تباين في الآراء، كما تبين أن الأداة المستخدمة لجمع البيانات تتمتع بثبات عالٍ، مما يعزز موثوقية النتائج، وكذلك الفروق ذات الدلالة الإحصائية تشير إلى وجود عوامل مؤثرة، مما يستدعي مزيداً من البحث لفهم هذه العوامل بشكل أفضل.

تحليل محاور الدراسة الميدانية:
1. المحور الأول: فاعلية الإعلام في التعريف بالمخدرات: إذ أثبت من خلال الدراسة أن الإعلام يُظهر فعالية ملحوظة، لكن يجب تعزيز الجهود لتوضيح أساليب التهريب بشكل أكبر.
2. المحور الثاني: فاعلية الإعلام في مكافحة المخدرات: أثبت أن النتائج تشير إلى ضرورة تعزيز الجهود في مجالات التوعية وزيادة التغطية الصحفية المستمرة لمكافحة المخدرات.
3. المحور الثالث: فاعلية الإعلام الجامعي في التوعية: وتبين أنه يجب تعزيز الجهود في مجالات التوعية والتنسيق مع مراكز علاج الإدمان، لاسيما فيما يتعلق بوضع الخطط العلاجية.
4. المحور الرابع: فاعلية الإعلام في وضع الخطط العلاجية: وتم ملاحظة أن الإعلام له تأثير ملحوظ، ولاسيما في "اطلاع الجمهور بعمليات المكافحة"، مما يستدعي تعزيز الجهود لنشر الدراسات واستخدام الحملات الإعلامية.
5. المحور الخامس: فاعلية الإعلام في التعاون مع أجهزة مكافحة المخدرات: أثبت أنه رغم تحقيق "عقد الندوات والمحاضرات"، إلا أن "وضع تعليمات لاستقبال المضبوطين" كانت أقل فعالية، مما يشير إلى ضرورة تعزيز الجهود في توعية الجمهور حول طرق العلاج المتاحة.

المساهمة العلمية والنتائج:
      تُسهم هذه الدراسة في تعزيز الفهم حول دور الإعلام في مواجهة مخاطر المخدرات وتعزيز الوعي المجتمعي. ومن خلال تحليل فعالية الإعلام في مجالات التعريف، والمكافحة، والتوعية الجامعية، تقدم الدراسة رؤى قيمة حول كيفية تحسين استراتيجيات الإعلام وتوجيه الجهود نحو تعزيز الوعي المجتمعي. كما تسلط الضوء على الفجوات الموجودة في فهم المخاطر المرتبطة بالمخدرات، مما يستدعي مزيداً من البحث والتطوير.

نتائج الدراسة النظرية:
       من خلال هذا البحث العلمي، نأمل أن نكون قد أسهمنا في فهم أعمق لدور الإعلام في معركة مكافحة المخدرات إذ نورد في هذا الشأن النتائج الآتية:
-    مازالت وسائل الإعلام التقليدية، مثل التلفاز والإذاعة تؤثر في صياغة الوعي، وتستطيع بالاشتراك مع الوسائل الحديثة مثل المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي تحقيق درجة عالية من التوعية والتثقيف وتشجيع الجمهور على المشاركة الفعالة في قضايا المجتمع، إذ يملك الإعلام قدرة كبيرة في تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر المخدرات، كما يمكن للإعلام الجامعي أن يسهم في تسليط الضوء على الجهود الجامعية لمكافحة المخدرات.
-    يمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دورا هاما في تعزيز الثقافة الصحية والتوعية وتسليط الضوء على مشاكل المخدرات بأنواعها وأشكالها المختلفة من خلال نشر الأخبار والتقارير وتحليل البيانات والمعلومات المتعلقة بالمخدرات وتقديمها بشكل مبسط يسهم في توجيه السياسات واتخاذ القرارات الصحيحة. 
-    يعد الإعلام مصدراً رئيساً للمعلومات وهو قادر على تغيير مواقف الأفراد والجماعات تجاه القضايا المختلفة ويتحكم في موقف المتلقي ويغير وجهة نظره، كما يسهم في تنشئة الأفراد في المجتمع وتوجيه وعيهم وتشكيل ثقافتهم من خلال تقديم المعلومات والقيم والمعتقدات بشكل مقبول وعصري وجذاب، ويعد الإعلام شريك فاعل في التربية والتوجيه إلى جانب الأسرة والمدرسة، بل إنه في حالات كثيرة يتجاوزهما في تغيير القناعات والاعتقاد، كما تسهم وسائل الإعلام في خلق الرموز الوطنية، من خلال امتلاك مفاتيح التاثير على المجتمع وإعادة صياغة القيم الاجتماعية والتحكم في المعايير الأخلاقية، مايمنح الإعلام القوة الكافية للإسهام في بناء الهوية الوطنية والانتماء الاجتماعي أو تدميرهما.
-    يمكن للجامعات تنظيم الفعاليات واستضافة خبراء ومتخصصين في العلوم الطبية والصحة النفسية والقانونية ومجال مكافحة المخدرات لتوجيه الطلاب وتثقيفهم بشكل أفضل، إذ تعد الندوات والورش والمحاضرات الخاصة بمكافحة المخدرات من الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن استخدامها لتعزيز دور الإعلام الجامعي في جهد مكافحة المخدرات.
-    يمكن لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي إيجاد حلول فعالة من خلال الأبحاث العلمية لتطوير تقنيات تسهم في تقديم حلول مستدامة لعلاج الادمان، وإعداد وتدريب الكوادر المتخصصة في مجالات مكافحة المخدرات ووضع سياسات فعالة بالتعاون مع السلطات الحكومية والإعلام الجامعي، إذ إن التواصل الفعّال بين وسائل الإعلام والجهات المختصة في مكافحة المخدرات يضمن التوعية المستمرة ونشر المعلومات الدقيقة عن أنواع المخدرات وعلامات تعاطيها وأثرها على الصحة وبث الأمل بإمكانية علاج حالات الإدمان، ونشر المعلومات الكافية عن طرق الاستشفاء ومراكز العلاج والتداوي النفسي والجسدي.
-    تعمل التحديات والصعوبات التي تواجه الإعلام مثل التغيرات التكنولوجيا والتحديات المالية والاقتصادية والتحديات السياسية والقانونية والتحديات الثقافية واللغوية على الحد من إمكانيات الاعلام في تحقيق الدور المناط به.

نتائج الدراسة الميدانية :
-    اتضح فاعلية الإعلام في التعريف بالمخدرات، لتشكيل وعي عام مرتفع حول خطورة تهريب المخدرات، كما تبين وجود تباين في فهم أساليب المهربين، مما يستدعي مزيداً من التوعية.
-    تبين فاعلية الإعلام في مكافحة المخدرات، ووجود  تأثير متباين للإعلام في مكافحة المخدرات، مع وجود فعالية أعلى في توعية الجمهور عبر الوسائل الرقمية حول عقوبات التهريب مقارنةً بوسائل التوعية الأخرى.
-    فاعلية الإعلام الجامعي، تمثلت في وجود تأثير ملحوظ في تثقيف طلبة الجامعات، مع ضرورة تحسين التواصل مع مراكز العلاج.
-     تبين فاعلية الإعلام في وضع الخطط العلاجية، إذ أظهر الجمهور وجود تأثير إيجابي في إعلامهم بعمليات المكافحة، لكن تبين أن الحاجة ستبقي قائمة لتحسين الصورة الذهنية لإدارة المكافحة.
-    أما على صعيد فاعلية الإعلام في التعاون مع أجهزة مكافحة المخدرات، فقد تفاوت النتائج، إذ كانت، على سبيل المثال، جهود الإعلام في عقد الندوات والمحاضرات أكثر فعالية من وضع تعليمات استقبال المضبوطين.

توصيات الجانب النظري من الدراسة :
-    ضرورة تعزيز دور الإعلام ليلعب دوراً مهماً في تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر المخدرات.
-    الحفاظ على وسائل الإعلام التقليدية، مثل التلفاز والإذاعة، وتشديد الرقابة على الوسائل الحديثة مثل المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي لقدرتها على التحكم بالوعي العام وتثقيف الجمهور .
-    تقييم ما يقدمه الإعلام بغرض تنشئة الأفراد في المجتمع وتقويمه، وتوجيه وعيهم وتشكيل ثقافتهم وتفضيلاتهم.
-    متابعة التحديات التي تواجه الإعلام وتذليلها لضمان استمرار ولائه وتنفيذه المهام الموكله إليه بكفاءة عالية.
-    العمل على استمرار التواصل الفعّال بين وسائل الإعلام والجهات المختصة في مكافحة المخدرات؛ لأن عمل الإعلام بشكل منفرد قد يأتي بنتائج سلبية.
-    الاهتمام بتعزيز الثقافة الصحية والتوعية بمشكلة المخدرات لدى المجتمع من خلال نشر الأخبار والتقارير وتحليل البيانات والمعلومات المتعلقة بالمخدرات وتقديمها بشكل مبسط.
-    توفير الدعم المالي الكافي لإقامة الندوات والورش والمحاضرات الخاصة بمكافحة المخدرات واستضافة خبراء ومتخصصين في العلوم الطبية والصحة النفسية والقانونية لقديم حلول مستدامة في مجال مكافحة المخدرات لضمان توجيه الطلاب وتثقيفهم بشكل أفضل .
-    توفير الدعم المالي والتقني اللازم للإعلام الجامعي للاستفادة من جهوده في نشر الوعي، من خلال النشرات الإخبارية، والمواقع الإلكترونية، والفعاليات الجامعية والاجتماعية لمزيداُ من تسليط الضوء على جهود مكافحة المخدرات.
-    تبسيط التحديات وتذليل الصعوبات التي تواجه الإعلام مثل تغيرات التكنولوجيا والتحديات المالية والاقتصادية والتحديات السياسية والقانونية والتحديات الثقافية واللغوية التي تحد من إمكانياته في تحقيق الدور المناط به.

التوصيات المستخلصة من الدراسة  الميدانية من خلال (المقابلات والاستبيان):
-    ضرورة تعزيز التوعية الإعلامية، و زيادة التركيز على التوعية بأساليب التهريب وطرق العلاج المتاحة من خلال الحملات الإعلامية.
-    ضرورة تطوير استراتيجيات الإعلام الجامعي، وتعزيز التعاون بين الجامعات ومراكز العلاج الطبي والإرشاد النفسي والبحث العلمي لزيادة فعالية البرامج التوعوية.
-    ضرورة تحسين التواصل مع الجمهور بهدف تحسين الصورة الذهنية لإدارة مكافحة المخدرات من خلال نشر المعلومات الدقيقة والموثوقة.
-    ضرورة زيادة التغطية الصحفية، وإنشاء منصات إعلامية متخصصة لتغطية قضايا المخدرات بشكل مستمر، مما يعزز الوعي العام.
-    ضرورة إجراء دراسات مستقبلية إضافية  تتابعية لاستكشاف تأثير الإعلام في مجالات أخرى متعلقة بالمخدرات، مثل الشباب والمجتمعات المحلية.

-    تظهر نتائج جداول التحليل الاحصائي للدراسة الميدانية :
o    وجود  وعي مرتفع لدى غالبية المشاركين الذي أظهروا وعيا مرتفعا بمخاطر المخدرات، فكانت معظم القيم متوسطة أو أعلى من 2.5، مما يشير إلى فهم جيد للمسألة.
o    وجود تباين في الاستجابات في آراء المشاركين الذي يظهر من الانحراف المعياري، مما قد يتطلب مزيداً من البحث لفهم العوامل التي تؤثر على هذا التباين.
o    لوحظ أن النتائج تدعم فرضية أن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في تعزيز الوعي المجتمعي، مما يتطلب تعزيز الجهود الإعلامية للتوعية بمخاطر المخدرات.  

الخاتمة
        في ختام هذه الدراسة، نستنتج أن للإعلام دوراً محورياً في تعزيز مواجهة خطر المخدرات، من خلال توعية المجتمع وتثقيفه حول هذه المشكلة والتحذير منها، وحشد التأييد والدعم لمختلف الجهود الرامية إلى الحد من انتشارها، مع ضرورة أن تتضافر جهود الإعلام مع الجهود الحكومية والمجتمعية الأخرى لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد أمن المجتمعات وسلامتها.

        ويمكن لوسائل الإعلام أن تسهم بإيجاد رأي عام واعٍ بمخاطر المخدرات يكون بمثابة المراقب والموجه والضاغط بالحرب على المخدرات، وذلك من خلال حملات إعلامية موجهة ومنسقة ومكثفة، تستهدف الفرد والأسرة والمجتمع، وتستهدف التحذير من أساليب المروجين ومحاربة إعلاناتهم المبطنة لاسيما على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعد المكان المناسب للمروجين مع التحذير من خطورة الإنترنت المظلم وسهولة الوصول إليه، كما تزيد أهمية دور الإعلام الجامعي في مكافحة ظاهرة المخدرات بسبب انشغال الإعلام العام بالحرب والأزمات والشان السياسي والأمني عن الجبهة الاجتماعية التي تواجه خطورة سقوط شريحة من المجتمع في مستنقع المخدرات والجريمة.

المراجع :

الأزهر ضيف و محمد ذيب. "التوعية الإعلامية ودورها في مكافحة المخدرات والوقاية منها لدى الشباب." مجلة المجتمع والرياضة الجزائرية، 31 12, 2018: 138-158.
اللصاصمه، سلطانه عبد الحفيظ. دور الجامعة في التوعية لمخاطر ظاهرة تعاطي المخدرات من وجهة نظر طلبة جامعة مؤتة. الأردن: جامعة مؤتة، أطروحة دكتوراه، 2015.
بدر ناصر حسين السلطاني. "دور وسائل الإعلام في الحد من تعاطي المخدرات." جامعة بابل/ مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية -مجلة كلية التربية العدد9، 7, 2022: 333-344.
بريك بن عائض القرني. المخدرات: الخطر الاجتماعي الداهم. الرياض: مكتبة القانون والاقتصاد، 2010.
بلغول يمينة. "مخاطر المخدرات الرقمية و غياب التشريعات القانونية." مجلة المجتمع والرياضة، 2 2, 2022: 82-97.
حدد عبد الرزاق . فرجالله صورية. "الوقاية من المخدرات بالمؤسسات التعليمية دراسة ميدانية بنادي الوقاية من الآفات الاجتماعية." مجلة قبس للدراسات الإنسانية والاجتماعية، 31 12, 2023: 551-571.
حسن محمد حسن منصور. الإعلام العربي ومكافحة المخدرات. جدة: جامعة الملك عبدالعزيز، 2011.
حسين علي إبراهيم الفلاحي. الإعلام التقليدي و الإعلام الجديد: دراسات و صور في مظاهر من الإعلام التقليدي و الإعلام الجديد. عمان: المناهل، 2014.
دلال الدوسري. "دور الإعلام في التوعية بأضرار المخدرات." نادي الغد، 2023.
سايل حدة وحيدة. "الإدمان على المخدرات والإجرام." دراسات وابحاث، 15 5, 2015: ص 364-374.
ستيفن جيه كريش. الإعلام والنشء. المملكة المتحدة: الناشر مؤسسة هنداوي، 2007.
سعود بن عبد العنزي. دور الجامعات السعودية في توعية المجتمع بأضرار المخدرات وطرق الوقاية منها. تبوك: جامعة تبوك، 2014.
سعود بن عيد العنزي. "دور الجامعات السعودية في توعية المجتمع بأضرار المخدرات وطرق الوقاية منها ." دراسات نفسية الجزائر، 1 11, 2024: 35-70.
سلسلة اليونكس لتدرسي الصحافة. الصحافة والأخبار الزائفة والتضليل. نييورك: منظمة الأمم المتحدة للتربية والعام والثقافة، 2021.
صفوة درويش. الوقاية من المخدرات بين النظرية والتطبيق. القاهرة: المكتب المصري الحديث، 2005.
فيرم الطيب طش عبد القادر. "الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتعاطي المخدرات." مجلة الباحث للعلوم الرياضية والاجتماعية المجلد 4 العدد 8، 15 1, 2022: 344-366.
محجوب الزويري. "جمهور وسائل الإعلام في دول الخليج." الإعلام والتّغيير الاجتماعي في دول الخليج. الدوحة: جامعـــة قطــر، 2023.
معاذ صبحي محمد عليوي. "تعاطي المخدرات: الأسباب والآثار الاجتماعية والاقتصادية." المركز الديمقراطى العربي، 30 1, 2016.
مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. تقرير المخدرات العالمي 2013. نييورك: الامم المتحدة، 2013.
هاني عبد القادر عمارة. السموم والمخدرات بين العلم والخيال. عمان: دار زهران للنشر والتوزيع، 2012.
هيئة التحرير. "الإعلام الرقمي مفهومه وأهميته وأنواعه." النجاح، 2022.
ياسين حميد كاظم. "دور الإعلام في مكافحة ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب العراق." مجلة بلاد الرافدين للعلوم الانسانية والاجتماعية، 4 4, 2022: 74-88.

content

يعمل المركز، على إثراء البحث في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، في اليمن والمنطقة العربية، وتعزيز فهم تلك القضايا والأحداث المرتبطة بها من خلال الأبحاث والدراسات الميدانية المعمقة، والتقارير والإصدارات المتنوعة، وأوراق السياسات العامة، والكتب العلمية المُحَكّمة، وعقد المؤتمرات وورش العمل والندوات المتخصصة، وبرامج التدريب ودعم قدرات البحث العلمي.