إريك فاليه
ترجمة بشير زندال
ملخص
في نهاية القرن الرابع عشر الميلادي، نشب جدل في الشِعر بين ممثلي المنطقتين الرئيستين في المملكة - السهول الساحلية في تهامة والجبال المحيطة بتعز - في بلاط السلطان الرسولي اليمني حول ما إذا كان الرطب أو العنب هو الأجدر بالاهتمام. وانطلاقًا من هذه الحقيقة، تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الكيفية التي تبلورت بها هوية أكبر مناطق اليمن حول المنتجات الزراعية لكل منهما، أي الرطب والعنب. وهذه الظاهرة تصبح مفهومة عندما نأخذ في الحسبان التحولات في البنية السياسية للأراضي اليمنية منذ نهاية القرن الثاني عشر فصاعداً التي ترافقت مع تطور متزايد للزراعات المختلفة، وإعادة تنظيم عميق لدوائر التبادل، مما عزز من التخصصات الاقتصادية الإقليمية على مدار القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلادي. وقد أدت الأزمة التي ضربت تهامة على وجه الخصوص في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الميلادي وجهود إعادة الإعمار التي أعقبت ذلك إلى انهيار هذه التوازنات وزيادة التنافس بين الهويات المناطقية.
ففي نهاية القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، في بلاط سلطان اليمن الملك الأشرف إسماعيل ، كان هناك جدل غريب في الشعر حول ما إذا كان العنب أو الرطب أكثر جدارة بالاهتمام والتقدير (الخزرجي، ج2، 218) . وتخبرنا الرواية أن العلماء والأمراء الحاضرين في قلعة تعز، مقر السلطنة، في شهر رمضان 795/يوليو 1393، انقسموا إلى معسكرين: ففي حين كان فقهاء تهامة - سهل البحر الأحمر الساحلي - يدافعون عن النخيل وثمرتها (الرطب)، لم يكن فقهاء الجبال يقسمون إلا بالكرمة وعناقيد عنبها. ففي أي اتجاه رجح الشعراء كفة الميزان؟ في النهاية انتصر الرطب الأسود، كعيون العاشقين، على بياض العنب الشاحب. (الحبشي، 1980: 142-143).
ولا يمكن وصف هذا الأمر أكثر من مجرد لعبة بسيطة من ألعاب الحاشية، أو مثالًا عن جنس أدبي (المفاخرات)، الذي كان رائجًا جدًا في بلاط الدولة الرسولية في ذلك الوقت، وانعكاسًا لممارسات أدبية لا يزال يتعين وصف تاريخها إلى حد كبير. وكما رُوِيَ لنا، يبدو أن الجدل بين العنب والرطب كان قبل كل شيء ذريعة لفضح الانتماءات المناطقية العدائية التي كانت ذات طبيعة لا يمكن الاقتراب منها بسهولة. ففي اليمن ما قبل العصر الحديث، يكاد لا يكون هناك شك في تعلق رجل القبيلة بأرضه، أو ميل ساكن الحضر إلى مدينته، ولكنها ليست سوى قطعة أرض محدودة المعالم متنازع عليها في كثير من الأحيان. وفي الطرف الآخر من المقياس الجغرافي، توجد أيضًا مظاهر كثيرة للتماهي مع كيان "اليمن" في جميع أنحاء العالم العربي الإسلامي . إلا أن هذه الظاهرة الأخيرة كانت مرتبطة بالانتماء القبلي أكثر من ارتباطها بالانتماء المناطقي. ونادراً ما ركّزت الدراسات التاريخية على المستوى المتوسط، وهو الحيز الذي سنسميه "المنطقة province " تيسيراً على القارئ، وهو بين الحيز الصغير للقبيلة وبين المدينة والكيان الشامل الذي كان اليمن. ويكشف الجدل حول العنب والرطب عن اثنتين من هذه الهويات المناطقية.
تتعلق إحدى هذه الهويات بمنطقة تهامة، وهي شريط من الأرض يبلغ عرضه حوالي خمسين كيلومتراً على حدود البحر الأحمر، وتتخلله سلسلة من الوديان العظيمة، من منطقة حرض في الشمال إلى موزع في الجنوب. أما الهوية المناطقية الأخرى فتتعلق بجبال جنوب اليمن، تلك "اليمن الخضراء" التي تسقيها أمطار الربيع والصيف بغزارة، التي كانت تشمل منطقتي تعز/الجند وجبلة [شكل 1]. وكانت هاتان المنطقتان الساحلية والجبلية تشكلان في نظر المعاصرين "اليمن الأسفل" أو حتى "اليمن" اختصارًا .
الشكل (1): المناطق الوسطى في اليمن الرسولي
وتأكيد الهويات المتمايزة بين هاتين المجموعتين عملية طويلة ومعقدة. ومن المؤكد أن في اليمن، كما في أماكن أخرى، لعبت النخب المثقفة والشعراء والأمناء ورجال الدين دوراً حاسماً في كيمياء الهوية هذه. ومع ذلك، لا يُعرف سوى القليل عن العلاقة بين علماء تهامة وعلماء جبال اليمن الأسفل. إن المصادر وفيرة، ولكن لم يتم بعد إجراء دراسة مفصلة فيما يتعلق بمسألة الحركات الدينية في جنوب اليمن وانتشار التصوف الذي ربما كان علامة هوية قوية منذ القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي وما بعده، ولاسيما في تهامة . وسنركز هنا على العلاقة بين عملية الهوية هذه والبناء السياسي للمكان كما نفذته السلطنة الرسولية بين القرنين السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي والتاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي. لقد حدث الجدل حول العنب والرطب أمام أعين السلطان، وربما باقتراح منه. فما الذي يمكن أن تعنيه هذه البادرة في أواخر القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، عندما كانت السلطنة الرسولية قائمة بالفعل منذ أكثر من قرن ونصف القرن؟
أسس المكان السياسي الرسولي
كان تشكيل المكان الرسولي جزءًا من عملية إعادة التشكيل الواسعة التي دشّنها الغزو الأيوبي لليمن عام 569هـ/ 1173 م. وتحت رعاية عم صلاح الدين الأيوبي، تورانشاه ثم أخوه طغتكين، وحّد سادة البلاد الجدد تحت سيادة واحدة عدداً من المناطق التي كانت تحكمها حتى ذلك الحين سلالات مستقلة ومعادية في كثير من الأحيان (Bates, 1975)، بدءاً من الهضاب العالية في شمال البلاد حول صنعاء وحتى تهامة. واستند هذا التنظيم الجديد لهذه المنطقة بشكل أساس على شبكة من القلاع والمدن المحصنة. وشمل أولها معاقل قديمة مثل الدملوة والتعكر - وهما معقلان سابقان للسلالات الإسماعيلية في الجبال الجنوبية - وقلاع جديدة مثل تعز، التي ارتقت بسرعة منذ الأيوبيين فصاعداً إلى مرتبة "سرير الملك وحصن الملوك" وفقا للجغرافي الفارسي ابن المجاور (ابن المجاور، 1951: 156). وكانت جميعها تقع في الجبال، وتربض على نتوءات صخرية تجعلها في وضع يمكنها من السيطرة على منطقة بأكملها، لضمان الدفاع عنها وقد كانت مركزية في جباية ضرائبها. وكان عدد المدن المحصنة أقل بكثير من عدد القلاع. وكانت زبيد، عاصمة تهامة منذ القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي، أولى هذه المدن بلا شك. وقد أعيد بناء تحصيناتها عام 597 هـ/1200 م على يد الأيوبي طغتكين، وكذلك الحال بالنسبة لمدن عدن والجند، التي كانت تمثل أهم نواة حضرية في اليمن الأخضر (ابن المجاور، 1951: 74، 127، 164). وقد أثرت العملية نفسها على عدد من المدن في تهامة الواقعة في وسط الوديان الكبرى خلال النصف الأول من القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي. ولم تكن هذه المدن المحصنة تؤدي فقط وظائف القلاع نفسها، بل كانت تضم في كثير من الأحيان عدد من الأسواق، وعدد من المباني الدينية والمساكن الملكية .
ولم تتغير الشبكة التي أنشأها الأيوبيون بشكل جوهري مع استقلال نور الدين عمر بن رسول، القائد التركماني لآخر سلطان أيوبي في اليمن، الذي فرض سلطته منذ عام 626 هـ/1229 م وأسس السلالة الخاصة به، أي الدولة الرسولية. ومن خلال عدد من الوثائق يمكننا متابعة تطور الحكم في المناطق المختلفة في العقود الأولى من السلطنة الوليدة. ويزودنا ابن حاتم - وهو مؤرخ وأمير في النصف الثاني من القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي- بقائمة فيها المناطق (أعمال) لعام 647/1249، التي أهديت على شكل إقطاعات لبعض أفراد الأسرة الرسولية، أو لأمراء عينهم السلطان (Smith, 1974 a : I, 233). ويحتوي مجلد الأرشيف الإداري الذي جُمع في نهاية القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي ونُشر تحت عنوان نور المعارف (جازم، 2003 و 2005) على جرد آخر لأصحاب الإقطاعات ومقاطعاتهم - وللأسف - في تاريخ غير معروف . ويظهر كلا المجلدان بوضوح، من ناحية، هيمنة المدن المحصنة في السيطرة على أودية تهامة من جهة، ومن ناحية أخرى، دور القلاع في هيكلة المناطق الجبلية الضيقة التي كانت في بعض الأحيان مرتبطة بقبيلة واحدة، كما هو الحال في بني سيف، إلى الشمال الغربي من تعز.
إن سلسلة الخرائط الواردة في كتاب عائدات السلطان المؤيد داود (ارتفاع الدولة المؤيدية)، وهو عمل إداري ومالي يعود تاريخه إلى نهاية القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي ، وهو شهادة استثنائية على الطريقة التي مثّلت بها السلطة الرسولية مساحتها الخاصة، بعد أكثر من قرن من الفتح الأيوبي. وتُظهر الخريطة العامة لليمن، المحاطة بدائرة ترمز إلى البحر، بوضوح المناطق الواقعة في قلب السلطنة، وهي منظمة حول مثلث تعز-زَبِيد- عدن (الشكل 2). ويقع داخل هذا المثلث الأول مثلث ثانٍ أصغر حجماً يتألف من القلاع الثلاث الرئيسة في اليمن الأسفل، وهي تعز والتعكر والدملوة. وأخيرًا، فإن الوديان والمدن المحصنة في تهامة مرتبة بشكل خطي حتى زبيد، في حين أن يمن الهضاب العليا ينحصر في مدنها الرئيسة: ذمار وصنعاء وصعدة، وهي متقاربة بشكل منفرد على الخريطة. وتسلط التكوينات المختلفة الضوء على التنظيم المختلف لشبكات أماكن السلطة: خطية في حالة تهامة، ومتعددة الأقطاب في حالة جبال اليمن الأسفل.
الشكل 2: تمثيل تخطيطي لليمن
الصورة من كتاب (ارتفاع الدولة المؤيدية)
وعلى الرغم من كل ذلك، لم يكن المكان الرسولي مجرد تجاور بين المناطق أو القلاع. فحسابات الإمداد لأكبر القلاع الواردة في نور المعارف (جازم، 2003: 525-533 و540-553)، تقدم مثالاً ملموساً على عمل شبكة معاقل الرسوليين في اليمن الأسفل، ففيه: لم تكن مواردهم الحالية تأتي من أقرب المناطق إليهم فحسب، بل من المراكز المحصنة الأخرى في الأراضي السلطانية: زبيد وعدن في السهول الساحلية، والجند وتعز والتعكر في جبال اليمن الأخضر. ويمكن رؤية التكامل نفسه في جرد الإمدادات السنوية لبلاط السلطان في تعز، كما هو مسجل في عام 694 هـ/1293 م (جازم، 2005: 6-7). وكان يصل من زبيد على وجه الخصوص زيت السمسم والزبدة المصفاة والتمر، والمصنوعات المختلفة اليدوية المحلية (السلال والخزف)؛ ومن عدَن جميع التوابل من الهند، وكذلك التمور المستوردة من المناطق الشرقية (حضرموت، عمان) والأرز. أما في الدائرة الأقرب للجبال الجنوبية، فقد كانت قلاع مخلاف جعفر (منطقة إب وجبلة) تورد الحلبة والجوز والعدس، ومن مدينة جبلة السكر. وأخيراً، كان يأتي إلى مطابخ السلطان العسل والكزبرة والعصفر والقرطم والخردل، وحتى العنب الذي كانت يؤخذ بعد كل موسم حصاد "إلى خزانة قلعة تعز المحروسة جيداً" من منطقتي عبدان وخدير القريبتين ، وفقاً لوثيقة أخرى من نور المعارف (جازم، 2003: 380).
وفي حين أن هذا التنويع في مصادر الإمداد كان إلى حد كبير استجابة للتنوع الطبيعي لأراضي اليمن الرسولية، فمن المؤكد أن توحيد تهامة والجبال الجنوبية تحت سلطة سياسية واحدة أسهم في تعزيز التخصص الزراعي والحرفي والتجاري للمناطق المختلفة بشكل حاسم. وهكذا تم فرض شبكات تجارية عالية التنظيم على شبكات السلطة (Vallet, 2006 : I, p. 311-314).
وفي عهد المظفر، تضاعفت القلاع والمدن المحصنة التي كانت تشكل القاعدة العسكرية والاقتصادية الأولى للسلطنة تدريجياً بمساحة خاصة بالسلطة الأميرية، وفقا للنموذج القديم الذي أدى، في عهد العباسيين في بغداد أو الأمويين في قرطبة، إلى ظهور مدن القصور مثل سامراء أو مدينة الزهراء. ومما لا شك فيه أن ثعبات الواقعة على بعد 3.5 كم جنوب شرق تعز، عند سفح جبل صبر، هي أبرز هذه التجمعات (Smith, 1974 b). إذ كانت هذه المدينة الصغيرة، التي كانت مأهولة بالفعل في نهاية عهد المظفر - حيث عاش فيها الملك أيامه الأخيرة - قد توسعت بشكل رئيس في عهد ابنه المؤيد (695-720 هـ / 1296-1320 م) ببناء قصور عدة، أشهرها دار المعقلي الذي اكتمل بناؤه بعد سبع سنوات في 708 هـ /1307 م. ويركز الوصف الذي تركه أحد المؤرخين المعاصرين (ابن عبد المجيد، 1988: 251-254) بشكل خاص على حجم البِركة التي يبلغ طولها مائة ذراع (حوالي 40 متراً)، وتحيط بها نوافير على شكل طيور وحيوانات برية. وفضلا عن ذلك، تتغنى القصائد التي ألقيت في افتتاح المبنى بجمال حدائقه، و"فواكه الشام والهند" التي نمت هناك، وفي مقدمتها "الرطب" و"العنب" التي غرست هناك بوفرة.
ويمكن رؤية الازدهار نفسه في المساحات الفخمة حول مدينة زبيد منذ النصف الثاني من القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي. إذ كان لدى الملوك ولع حقيقي ببساتين النخيل حول العاصمة التهامية، التي كانت تحظى بشعبية خاصة خلال موسم حصاد التمر. وكان أول سلطان رسولي أظهر اهتماماً مستمراً بهذه المنطقة هو الأشرف عمر بن المظفر يوسف. ففي سنة 695 هـ/1295 م، وهي السنة الأولى من حكمه، ذهب هذا الحاكم إلى زبيد ودخلها دخولاً مهيباً يسبقه علماء المدينة حاملين المصاحف. ثم حضر بعد ذلك الاحتفالات التي كانت تقام في أوساط النخيل، مصحوباً بجواريه اللاتي كنّ في حوالي 300 هودج.
وإذا كان ما في المصدر التاريخي اليمني الرئيس، العقود اللؤلؤية (الخزرجي، 1981: ج 1، 244) صحيحا فإن احتفالات قطف الرطب كانت معروفة في ذلك الوقت باسم "سبوت"، وهو الاسم الذي انتشر في منتصف القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الهجري . وفي عام 708 هـ/1307 م، وهي السنة نفسها التي اكتمل فيها بناء قصر ثعبات العظيم، وقد شارك السلطان المؤيد في طقوس النخيل، وامتدت رحلته حتى قرية الفازة (الخزرجي، 1981: ج 1، 314). والفازة تقع على شواطئ البحر الأحمر، وكانت موطناً لمزارٍ مشهور وسرادق سلطاني منذ النصف الثاني من القرن السابع/ الثالث عشر على الأقل (ابن المجاور، 1951: 80-81؛ و Smith, 1974 a : I, p. 454). ومع إدخال هذا الموقع الساحلي، تمت ترقية الأراضي الواقعة جنوب زبيد كلها إلى مرتبة منطقة أميرية (Vallet, 2006 : I, p. 330-333).
ومن نهاية القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي الميلادي، أصبحت تعز/ثعبات والنخيل في زبيد المسرحين الرئيسين للاحتفالات الرسولية. وكان هذان المكانان يكمّلان ويمدّان بعضهما ببعض، وكان ارتباطهما يوحي بوجود توازن حقيقي بين عاصمتي الدولة الرسولية. ومهما يكن فإن هذه هي الصورة التي تظهر من الوصف المفصل والوافي الذي سجله رئيس ديوان الانشاء المصري ابن فضل الله العمري في موسوعته العظيمة "مسالك الأبصار" استناداً إلى معلومات تعود إلى السنوات 710 - 720 هـ/ 1310 – 1320 م. إن المملكة الرسولية كانت تمتلك، وفقاً لهذا المراقب الخارجي، "قاعدة الملك": تعز وزبيد (ابن فضل الله العمري، 1985: 150). وقد استعارتا تكاملهما بسهولة من الصفات الطبيعية. وكل منهما يتوافق مع موسم: "يقضي ملك اليمن الصيف في تعز، والشتاء في زبيد". (المرجع نفسه: 152). كما امتلكت كل منطقة ثرواتها الخاصة، بما في ذلك العنب الذي ورد ذكره أولاً في حالة تعز. ومن المؤكد أن هذا التمثيل المتوازن لمدينتين ومركزين للسلطة، وبالتالي منطقتين، يمثلهما محصولان رمزيان هما الرطب والعنب، وهذا لم يكن ثمرة خيال العمري وحده. فقد اعتمد هذا الأخير، الذي لم يزر جنوب الجزيرة العربية قط، بشكل رئيس على الروايات التي قدمها أعضاء سابقون في البلاط الرسولي كانوا قد لجأوا إلى مصر. ومن ثَمّ كان التصوير المتناسق لزبيد وتعز بقصورهما وثمارهما رؤية نابعة مباشرة من قلب إدارة السلطان وسلطته.
أزمة المكان الرسولي وإعادة بنائه
إن حقيقة أن المدينتين الرئيستين للمملكة، تعز وثعباب، كانتا تُقدَّمان على أنهما متكاملتان لا يعني أنهما كانتا تقومان بالوظائف نفسها في بناء الدولة الرسولية. ففي القرنين السابع والثامن الهجريين/الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، كانت تعز التي كانت تحتشد حول قلعتها الحصينة، ومحيطها الفخم، وثعبات مدينتين للسلطة بامتياز أنشأتهما الدولة الرسولية من أجلها، فضلا عن أن هناك كثير مثلهما في العالم العربي الإسلامي في القرون الوسطى. وكانت قلعة اليمن الخضراء وضواحيها تمثل قلب الإدارة العسكرية والمالية، وكانت أيضاً مستودعات لذاكرة الأسرة الحاكمة التي حفظتها بشكل خاص المدارس (الأضرحة) التي بناها عدد من السلاطين (صادق، 2003). أما في زبيد، التي أسستها عائلة أميرية أقدم، فقد كان يُنظر إلى السلطة السلطانية من منظور مختلف. إذ كانت السلطة على المدينة مشتركة بشكل أساس بين خدام السلطان والنخبة الحضرية التي كانت من المتعلمين والتجار على حد سواء. وكان ازدهار مدينة تهامة يرمز بطريقتها الخاصة إلى التحالف المثمر الذي أقامه السلاطين مع العائلات الكبيرة من علماء الدين، وهو أحد المفاتيح الرئيسة لتأسيس الدولة الرسولية على مر الزمن (Vallet, 2006 : I, 314-317).
وقد اختل هذا التوازن المكاني والاجتماعي بوحشية بسبب الأزمة التي اندلعت منذ عام 750 هـ/1350 م وما بعده، إذ أدى اختطاف السلطان المجاهد من مكة على يد القوات المصرية أثناء حج عام 751 هـ/1351 م إلى فراغ في السلطة لمدة عام تقريبًا، وعلى المدى الطويل، إلى إضعاف واضح للسلطة السلطانية. ووقع جزء كبير من الجبال الجنوبية خارج السيطرة المباشرة للإدارة والجيش. ويتضح ذلك من خلال مثال جبال وصاب الواقعة إلى الشرق من زبيد، التي بقيت "العملة وخطبة الجمعة" في العقد السادس من الثامن الهجري/ العقد السادس من القرن الرابع عشر الميلادي، الأثرين الوحيدين للسيادة الرسولية بعد إزالة كل الإشراف العسكري والمالي من قبل السلطنة (الوصابي، 1979: 121). وفضلا عن هذه الاضطرابات الظرفية، ظهرت اضطرابات أكثر عمقاً، لاسيما في تهامة حول مسألة توزيع الأراضي. إذ نجحت قبائل أطراف وادي زبيد من المعازبة والقرشيين في الاستيلاء على بساتين نخيل زبيد في عام 759 هـ/1358 م، واقتسموها بينهم وطردوا سكانها (الخزرجي، 1981: ج2، 92). ومع الهجمات التي شنها الفرسان الزيديون من منطقة حجة وانفصال المنطقة الشمالية الكبيرة في حرض عن منطقة تهامة الشمالية، سرعان ما شكلت الانتفاضات القبلية تحديا للنظام الرسولي بأكمله في جميع أنحاء السهل الساحلي، إلى حد أنه بحلول عام 761 هـ/ 1360 م " استولى الخراب على معظم التهائم، ولم يبق من وادي زبيد إلا ثلاث قرى أو أربع والمدينة، وكانت الخيل تدور حولها كل يوم". (الخزرجي، 1981: ج2، 96)
إن ظهور سلطان جديد نشيط، هو السلطان الأفضل عباس بن المجاهد علي، وتعبئة القوات جميعها في الجبال التي ظلت موالية للحكومة في نهاية المطاف، قد أتاح صد الهجمات من الشمال واستعادة الهدوء الحذر تدريجيا من 766 هـ/ 1365 م. إلا أن عملية إعادة بناء الأراضي التهامية، التي بدأت ببطء في نهاية العقد السابع من القرن السابع الهجري/الثامن عشر الميلادي أصبحت أكثر وضوحًا مع السلطان الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس. فالرحلة التي قام بها عند وصوله إلى السلطة في عام 778 هـ/1376 م مثلت رمزًا للتوازنات المناطقية الجديدة التي أوجدتها الأزمة الكبرى. فقد ذهب الحاكم الجديد أولاً إلى زبيد لأخذ جثمان والده الذي توفي في أحد القصور في النخيل. وعاد به إلى تعز، حيث جرت مراسم الجنازة وجميع الطقوس الخاصة بنقل السلطة. وما أن انتهت مراسم البيعة حتى أسرع الملك الجديد بالعودة إلى عاصمة تهامة. وكانت المدينة والمناطق المجاورة لها تستوعب كل جهود حكمه تقريبًا حتى وفاته عام 803 هـ/1400 م.
ومن عام 779 هـ/1377 م، أمر الأشرف إسماعيل بإحصاء جميع أشجار النخيل في الوادي، في إشارة إلى إعادة فرض الضرائب والسيطرة السلطانية على هذه الأراضي جميعها (الخزرجي، 1981: ج2، 142). ومن خلال سلسلة من المراسيم في عام 783 هـ/1382 م، التي تم تجديدها في عام 794 هـ/1393 م، سعى السلطان إلى العودة إلى مبادئ الضرائب التي كانت سائدة قبل الأزمة الكبرى (المرجع نفسه: ج2، 147). كما أمر بإعادة بناء بعض القصور في وادي زبيد، وترميم المساجد والمدارس والسبل في زبيد. ووجه جل اهتمامه على استعادة ريع الأراضي والنخيل التي كانت محبوسة، بوصفها أملاك وقف خلال القرن الرسولي الأول (المرجع السابق: ج2، 180). وأخيرًا، من خلال العائدات المتجددة من وادي زبيد إلى حد كبير، تم دعم بناء المدرسة الأشرفية الفخمة وصيانتها في تعز، هذه المدرسة التي لا يزال بالإمكان رؤيتها حتى اليوم.
ويبدو أن الاحتفالات التي أُقيمت بمناسبة ختان أبناء الأشرف إسماعيل في عام 794 هـ/1392 م كانت في ظاهرها تشير إلى إعادة توحيد منطقتي تعز وزبيد تحت إدارة السلطة. وقد سرد المؤرخ المعاصر الخزرجي، في وصف مطول من أول يوم، بالتفصيل جميع المنتجات التي قُدمت خلال المآدب العظيمة التي أقيمت بهذه المناسبة في تعز وثعبات بحضور جميع أفراد الجيش البارزين (المرجع السابق: ج2، 195-200). ويسلط المؤرخ الضوء على أهمية الهدايا التي أرسلها الأمير فخر الدين أبو بكر الغزالي، صاحب قلعة صبر، هذا الجبل الشامخ المطل على تعز وقراها. وتشمل "عنبًا متعدد الألوان"، إلى جانب الثوم الأخضر والفول وقصب السكر، وكلها تزرع في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الأمير.
ومع ذلك، لم تكن الاحتفالات المختلفة تُقام في قلاع جنوب البلاد بل في زبيد، حيث كان جميع السكان يذهبون في موكب من المدينة إلى قصر السلطان العظيم على حافة زبيد: "وكان سائر الناس يمشون على اختلاف طبقاتهم من الحرّاث إلى الوزير وأمامهم الطبول والمغاني." (المرجع السابق: ج2، 200). من تعز إلى زبيد، ومن المدينة إلى القصر، وشوهدت وحدة الأرض والشعب والحاكم لأول مرة داخل الأراضي التهامية. وبعد ذلك بعامين، في رمضان 796 هـ (تموز/يوليو 1394 م)، في هذا المكان نفسه التقط الخزرجي أحد أكثر المشاهد المدهشة في نهاية عهد الأشرف إسماعيل: إذ كان الملك محاطًا بـ "عدد من وجوه أهل دولته" و "سفراء من جميع أنحاء العالم"، من الهند إلى مصر، في جلسات يومية طويلة "للتشفيع" تحت ظلال النخيل التي تقيهم حر الشمس. وبحلول نهاية القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، كانت زبيد ووديانها، التي كانت موضع عناية السلطان، قد أصبحت بالفعل المحور المركزي الذي كانت المطالبات الحدودية الضئيلة للسلطنة لا تزال تؤكد من خلاله.
وفي سياق إعادة البناء هذه، يجب أن نضع الخلاف حول الرطب والعنب. فقد وقعت هذه المناظرة في عام 796 هـ/1393 م، أي بالكاد بعد عام من الاحتفالات التي أقيمت على شرف أبناء السلطان، ويجب تفسيرها في ضوء الأزمة الحادة التي أصابت السلطنة في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي والتوازنات المناطقية الجديدة التي روج لها السلطان الأشرف إسماعيل. أي أنه أعاد النزاع مرة أخرى إلى واجهة منطقتي تهامة واليمن الأخضر العظيمتين اللتين كانتا مصدر ازدهار السلطنة الزراعي والأراضي منذ القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي. وفي الوقت نفسه، شهدت توتراً حقيقياً بين هاتين المنطقتين، نتيجة الاهتمام المستمر الذي أبدته السلطة السلطانية بمدينة زبيد والمناطق التابعة لها. فحتى منتصف القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، كان يبدو من غير اللائق أن يختار السلطان بين جبال اليمن وسهولها، بين الرطب والعنب. وقد أخذ الحكام الرسوليون بكليهما دون تردد. ولم تكن هناك حاجة إلى إثارة الجدل. فقد كان الوضع مختلفًا تمامًا في نهاية القرن: إذ لم يكن بوسع الأشرف إسماعيل أن يستغني عن دعم النخب المدنية والعسكرية في تهامة في ظلّ استعجاله لاستعادة بريق الأسرة الملكية وضمان بقائها المادي. وتشهد المواكب الحضرية التي كانت تُنظم بين مدينة زبيد والقصور بين النخيل، التي تتناقض مع طقوس البلاط الحصري في تعز، شهادة بليغة على النفوذ الأكبر لأعيان المدينة ومحيطها. ونتيجة لذلك، ليس من المستغرب أن يكون الرطب، بغض النظر عن لونه ومظهره، مفضلاً من قبل السلطان على عنب الجبال الجنوبية الشاحب.
زبيد وواديها: هل هي حافظة للهوية التهامية؟
إن الجدل الذي نشب في عام 796 هـ/1393 م كان سياسياً بشكل بارز، إلا أنه من المثير للاهتمام ملاحظة أن المعارضة المناطقية التي كانت وراءه قد تم تناولها على نطاق واسع خارج البلاط السلطاني في العقود التي تلت ذلك. وقد نددت عدد من القصائد التي كتبها علماء زبيد في النصف الأول من القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي مراراً وتكراراً بالظروف المعيشية في الجبال (الحبشي، 1980: 143). إذ كان "البرد القارس" يفترس أجسادهم ويجعلها "مرعى للبق" على حد تعبير الشاعر الشهير إسماعيل بن المقرئ . كما إن غياب ضوء الشمس في قيعان الأودية يجعل الظلام الكثيف هو السائد، وهي حقيقة سخر منها المؤلف نفسه في جبلة وهي إحدى المدن الرئيسة في اليمن الأخضر:
يـا ليـلُ جـبـلةَ هل لفجرك مطلعُ
هـيـهـات قـد ناديت من لا يسمعُ
يمشي الهوينى نحو جبلة صبحها
كـرهـا وحـيـن يـسـير عنها يسرعُ
ويـقـيـم فـيـهـا سـاعـة مـتـلفتاً
ويـغـيـب بـاقـي دهـره لا يـرجـعُ
لا تـنـكـرنَّ عـليـه قـطع وصالها
فـوصـال أرض مـثـل جـبـلة يـقـطعَ
ويخلص الشاعر إلى القول:
وإذا تــهــامــي تــشــكـى ضـيـعـة
بـتـعـز فـهـو بـأرض جـبـلة أضيعُ
وهي أبيات تحاكي أبيات معاصره عثمان بن عمر الناشري (ت 848 هـ/1444 م)، وهو عالم زبيدي عُيِّنَ شيخًا للمدرسة السلطانية في تعز سنة 830 هـ/1430 م (البريهي، 1983: 114):
تذكرت في نفسي فلم أر زلة
كزلة من باع التهائم بالجبل
وأصبح عن ربع الأحبة نازحًا
يسائل عن هذا وعن ذاك ما فعل
وبعيداً عن التركيز الذي يليق بهذا النوع من التأليف، فإن هذه النصوص تعكس بلا شك انسحاب علماء تهامة إلى منطقتهم. وكان هذا الأمر أكثر وضوحًا مع تسارع انهيار السلطنة بشكل حاد في الربع الثاني من القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، مما أدى إلى التفكك النهائي لشبكات السلطة الرسولية. وفي المناطق السابقة في اليمن الأخضر، بلغت انتفاضة رجال القبائل، مثل رجال جبل صبر الذين "كانت عادتهم بيع الفواكه والأقشام بمدينة تعز جميع الأيام" (الداعي ادريس، 1995: 28)، ذروتها في النهب النهائي لقصور ثعبات عام 849 هـ/1445م. وفي تهامة تم تدمير شبكة المدن المحصنة القديمة التي كانت تسيطر على مختلف الوديان. وباستثناء زبيد، لم تتعافى أي من عواصم المناطق الرسولية السابقة من مدة الاضطرابات الطويلة التي رافقت احتضار الأسرة الحاكمة في السهل الساحلي.
وفي عام 858 هـ/1454 هـ، فرّ آخر المطالبين بالعرش من عدَن. وانهارت السلطنة الرسولية، مما أتاح المجال في نهاية المطاف لأسرة حاكمة جديدة هي الأسرة الطاهرية التي تأسس مركز ثقلها في شمال شرق تعز، في مدينتي المقرانة ورادع. ومن ثم اقتصر دور العاصمة السابقة لليمن الأخضر من ذلك الوقت فصاعدًا على دور القلعة القوية التي لم تعد مقرًا للحكم - ولن تكون كذلك لمدة أطول. أما بالنسبة لزبيد، فقد كانت تتمتع بأيام أفضل. وفي نهاية القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، لم يتردد ابن الديبع، المؤرخ الرئيس للسلاطين الطاهريين (ت 944 هـ/1537 م) في ذكر ما يلي عن المدينة التي كادت أن تصبح المدينة الوحيدة في تهامة (ابن الديبع، 1983: 47): "زبيد حاضرة اليمن الأسفل". ولم تعد تعز أو جبلة هي المدن الأهم، ويبدو أن صنعاء "حاضرة اليمن الأعلى" وحدها هي التي تنافسها. وهكذا يذكر ابن الديبع فضائل مسقط رأسه (المرجع السابق: 48):
"وهي بلاد العلم والعلماء، والفقه والفقهاء والدين والصلاح والخير والفلاح [...] أما صفتها ومحلها، فهي مدينة مدورة الشكل، عجيبة الوضع، على النصف فيما بين البحر والجبل؛ ومن جنوبها واديها المسمى زبيد المبارك، المشهور المخصوص بالبركة، لدعاء النبي بالبركة فيه. وبركته ظاهرة مشهورة، ليس في اليمن وادٍ أبرك منه. ومن شمالها، وادي رمع، وقد شملته البركة بدعاء رسول الله فيه بالبركة أيضًا. فهي مدينة مباركة، بين واديين مباركين. ومن شرقها على مسافة نصف يوم، الجبال الشامخة، والحصون الباذخة، والمعاقل المنيعة، والمساكن الرفيعة. ومن غربها على مسافة نصف يوم، البحر الزاخر، والسفن المواخر، والنخيل الباسقة، والقصور الرائقة. وكانت في قديم الزمان حِمى كليب ومهلهل. وهي في وقتنا هذا أعظم المدن، وأكبر من صنعاء، وبينها وبين صنعاء أربعون فرسخًا، ولا يوجد في اليمن أغنى من أهلها، ولا أكثر خيرًا، ولا أقوم دينًا، وهي واسعة البساتين، كثيرة المياه والفواكه، فيها العنب والرمان والتين والبلس وشجر النارجيل القف والعنباء وشيء يسمى الباذان لا يوجد بعد بلاد الهند إلا بها، والنخيل المبسوطة على كل لون، أصفر واحمر وأخضر".
الرطب والعنب، والقصور والحصون، وبساتين النخيل والجبال، يتضح بشكل جلي إلى أي مدى تركزت في هذا النص خصائص مدينة زبيد التي كانت إلى ما قبل قرن من الزمان تُقدم على أنها عدائية. فالعاصمة التهامية التي كانت أثراً بارزاً لتنظيم الفضاء السياسي الذي كان قد اختفى إلى حد كبير مع بداية القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، أصبحت الآن تدعي هوية تجعلها الوريث الحقيقي، وكذلك "مكان الذاكرة" الحقيقي، للمنطقة القديمة للدولة الرسولية.
المراجع:
البريهي، عبد الوهاب بن عبد الرحمن، 1983، طبقات صلحاء اليمن، تحقيق عبد الله الحبشي، مركز الدراسات والبحوث اليمني، 394ص.
جازم، محمد عبد الرحيم، 2003 و2005: نور المعارف في نظم وقوانين وأعراف اليمن في العهد المظفّري الوارف، صنعاء، CEFAS، مجلدان.
الجندي، محمد بن يوسف بن يعقوب، 1989، السلوك في طبقات العلماء والملوك، تحقيق محمد بن علي الأكوع الحوالي، صنعاء، وزارة الثقافة، مجلدان.
الحبشي، عبد الله، 1980، حياة الأدب اليمني في عصر بني رسول، صنعاء، وزارة الإعلام والثقافة اليمنية، 226 ص.
الخزرجي، علي بن حسن، 1981، العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية، تحقيق محمد بن علي الأكوع الحوالي، صنعاء، مركز الدراسات والبحوث اليمني، مجلدان.
ابن الديبع، عبد الرحمن بن على، 1983، بغية المستفيد في اخبار مدينة زبيد، تحقيق جوزيف شلحد، صنعاء، بيروت، مركز الدراسات والبحوث اليمني، 156 ص.
ابن عبد المجيد، تاج الدين عبد الباقي، 1988، بهجة الزمن في تاريخ اليمن، تحقيق عبد الله الحبشي ومحمد السنباني، صنعاء.
ابن فضل الله العمري، شهاب الدين أحمد بن فضل الله، 1985، مسالك الابصار في ممالك الامصار. تحقيق ايمن فؤاد سيد، القاهرة، IFAO، 200 ص.
القرمطي، عماد الدين إدريس بن الأنف، 1995، روضة الاخبار ونزهة الاسمار في حوادث اليمن الكبار في الحصون والأمصار، تحقيق محمد بن علي الاكوع الحوالي، صنعاء، منشورات الهيئة العامة للكتاب، 255 ص.
المقحفي، إبراهيم احمد، 2002، معجم البلدان والقبائل اليمنية، صنعاء، دار الكلمة، مجلدان.
ابن المجاور، جمال الدين أبو الفتح يوسف، 1951، صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز المسمى تاريخ المستبصر، تحقيق أو. لوفغرين، بريل.
الوصابي، وجيه الدين الحبيشي، 1979، تاريخ وصاب أو كتاب الاعتبار في ذكر التواريخ والاخبار، تحقيق عبد الله الحبشي، صنعاء 320 ص.
— 1974 b, « The Yemenite Settlement of Tha‘bât : Historical, Numismatic and Epigraphical Notes », Arabian Studies 1, ed.
R.B. Serjeant and R.C. Bidwell, Londres, C. Hurst and Company : 119-134, repris dans Studies in Medieval History of the Yemen and South Arabia, Londres, Variorum Reprints, 1997.
— 1988, « Politische Geschichte der islamischen Jemen bis zur ersten türkischen Invasion (1-945 Hidschra - 622-1538 n. Chr.) », in W. Daum (dir.), Jemen. 3000 Jahre Kunst und Kultur des glücklichen Arabien, Innsbruck, Pinguin-Verlag : 136-154.
BATES Michael L., 1975, Yemen and its conquest by the Ayyubids of Egypt (AD 1137-1202), Ph.D., University of Chicago, 345 p.
HATHAWAY Jane, 2003, A Tale of Two Factions. Myth, Memory and Identity in Ottoman Egypt and Yemen, Albany, State University of New York Press, 295 p.
KNYSH Alexander D., 1999, Ibn Arabi in the Later Islamic Tradition, Albany, State University of New York Press, 449 p.
RENAUD Etienne, 1984, « Histoire de la pensée religieuse au Yémen », in J. Chelhod (dir.), L’Arabie du Sud. Histoire et civilisation. T. 2 La société yéménite de l’Hégire aux idéologies modernes, Paris, Maisonneuve et Larose : 57-68.
SADEK Noha, 2003, « Ta‘izz, capital of the Rasulid dynasty in Yemen », Proceedings of the Seminar for Arabian Studies 33 : 309-313.
SMITH Georges Rex, 1974 a, The Ayyubids and Early Rasulids in the Yemen (567-694/1173-1295), Londres, E. J. W. Gibb Memorial Series, New Series, XXVI, 2 vol.
VADET Jean-Claude, 1969, « L’acculturation des Sud-arabiques de Fustât au lendemain de la conquête arabe », Bulletin des Études orientales 22, Damas : 7-14.
VALLET Eric, 2006, Pouvoir, commerce et marchands dans le Yémen rasūlide (626-858/1229-1454), thèse de doctorat d’histoire sous la direction de Françoise Micheau, Université Paris 1 Panthéon-Sorbonne, 2 vol.
VARISCO Daniel M., 1994, Medieval Agriculture and Islamic Science. The Almanac of a Yemeni Sultan, Seattle, University of Washington Press, 349 p.
يعمل المركز، على إثراء البحث في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، في اليمن والمنطقة العربية، وتعزيز فهم تلك القضايا والأحداث المرتبطة بها من خلال الأبحاث والدراسات الميدانية المعمقة، والتقارير والإصدارات المتنوعة، وأوراق السياسات العامة، والكتب العلمية المُحَكّمة، وعقد المؤتمرات وورش العمل والندوات المتخصصة، وبرامج التدريب ودعم قدرات البحث العلمي.