قرأة معاصرة للسان اليمن الهمداني والزيدية

تحديات الهوية في كتابة تاريخ اليمن

الخميس, 23 يناير / كانون الثاني 2025

جان لامبير*
ترجمة د. عبد الجبار التام

ثمة أسس أكثر صلابة لنشأة هوية في اليمن مقارنة ببلدان المنطقة الأخرى التي تم ترسيم حدودها بالكامل من قبل الاستعمار. فعلى مدى الثلاثة آلاف عام الماضية، تعاقبت في هذه الزاوية الجنوبية الغربية من شبه الجزيرة العربية كيانات سياسية تميزت بحضارة مكتوبة، ولغات أو لهجات محلية خاصة، ومذاهب دينية مغايرة، وقوى سياسية أكثر استقلالاً عن الإمبراطوريات الكبرى، ولاسيما خلال الحكم الإسلامي، مثل الإمبراطورية العباسية، والإمبراطورية العثمانية (1). ولكن لم يتم تسمية بعض هذه الكيانات باسم "اليمن" (2) إلا تدريجياً، ولم تكن بالضرورة تغطي جميع الأراضي المحددة بالحدود الحالية. لذلك، فإن الظهور البطيء للهوية الوطنية اليمنية غالباً ما اتخذ مسارات جانبية، حتى في الوقت الحاضر. في بلد كان مقسماً على قسمين منذ القرن التاسع عشر - مع تأسيس دولة لاهوتية في الشمال بداية القرن العشرين بعد حرب الاستقلال ضد العثمانيين، ثم دولة جمهورية (الجمهورية العربية اليمنية) عام 1962، وفي الجنوب احتلال بريطاني دام مائة وعشرين عامًا انتهى بإنشاء دولة ماركسية (الجمهورية الديمقراطية الشعبية اليمنية) عام 1967 - والوحدة اليمنية التي تم الإعلان عنها عام 1990 على أنقاض انهيار المعسكر الاشتراكي، ولم تتحقق فعليًا إلا بعد حرب أهلية عام 1994، وما زالت إلى الآن مثيرة للجدل.

إن تاريخ اليمن معقد بشكل خاص، سواء قبل الإسلام أم بعده، أي في العصور القديمة والعصر الحديث. كما أن عدداً من الجوانب الاجتماعية والسياسية لهذا التاريخ لها امتدادات في المجتمع الحالي. وفضلاً عن ذلك، ما يزال هذا التاريخ اليمني بعيدًا عن التدوين.

إذا تركنا صعوبات الوصول إلى البقايا الأثرية والوثائق المكتوبة جانباً، فإن تقديم سرد لهذا التاريخ وتدوينه واستخلاص العبر منه، إن أمكن، مهمة شاقة في حد ذاتها. وبشكل عام، لدى المؤلفين المختلفين روايات متباينة لبعض الأحداث الحاسمة، لاسيما بحسب أصلهم المناطقي. وفضلاً عن ذلك، لم يكتسب المؤرخون المحترفون دائمًا الشرعية اللازمة لإنتاج روايات موثوقة، وغالبًا ما تُسمع أصوات غير المتخصصين بصورة أكبر. ولم يتم نشر أول تاريخ عام لليمن (3) إلا مؤخرًا في صنعاء، وهو ما يزال يفتقر إلى المعايير الأكاديمية الحديثة (4). ومن ثم، من الصعب التمييز بين الحقائق التاريخية التي لا جدال فيها من بين الذاكرة الجماعية المختلفة (5). ويمكننا تحليل هذه الروايات المتباينة للتاريخ اليمني على غرار ما فعله أحمد بيضون مع التاريخ اللبناني (6)، أي مقارنة بعضها ببعض، ومحاولة فهم دوافعها السياسية الكامنة، ولكن دون أي أمل كبير في الوصول إلى حقيقة تاريخية مطلقة.

بالنظر إلى الاستمرارية التاريخية التي لا يمكن إنكارها في اليمن، فإنه من المستحيل تجريد كتابة التاريخ من سياق الدولة القومية وأشكالها السائدة، والتحديات التي تنطوي عليها في بنائها، حتى عندما تكون متنازعًا عليها. إذ سيكون من المهم التمييز بين الروايات البديلة للرواية الرسمية (الروايات المضادة) (7) التي من شأنها تحدي الروايات القومية للتاريخ (8). وبالنسبة لحالة اليمن، تُطرح أيضًا مسألة مهمة هي ظهور ملامح سابقة للدولة قبل العصر الحديث (قبل تأثير القومية الحديثة بكثير)، وهي بوادر لا يمكن إغفالها (9).

وثمة عامل آخر يجب أخذه في الحسبان وهو عولمة المعرفة. فالباحثون الأجانب المنخرطون بشكل كبير في دراسة الإسلام في العصور الوسطى في اليمن، قد يُضطرون أحيانًا إلى إنتاج رواية لبعض أحداث تاريخ البلاد تختلف عن الرواية الرسمية، ومن ثمّ ينحازون، حتى لو كان ذلك عن غير قصد، إلى جانب من هذه المناقشات المعاصرة. ولذلك سيكون التركيز على موضوع تلقي الأعمال التاريخية من قبل المجتمع والجمهور العام، بالقدر نفسه الذي سيكون على الأعمال نفسها. 

وعلى عكس قراء "القارئ في الحكاية" لدى أمبيرتو إيكو، فإن "القراء" اليمنيين (من أدباء تقليديين، ومثقفين حداثيين، ومثقفين شعبيين من كل الأنواع) لا يملكون بالضرورة المناهج التي تميز العلم الحديث، الذي هو بشكل كبير غربي؛ لذلك فإنهم يبنون - بملء إرادتهم- روايات خاصة بهم من البيانات التي يكتشفها علماء الآثار والمؤرخون –وهي روايات غير معتمدة في المجتمع العلمي الدولي، ولكنها مؤثرة للغاية محليًا. إذ إنها تجربة فريدة، أود الحديث عنها، وهي تستدعي أنثروبولوجيا سياسية تتضمن حتمًا قسطًا من الاختلاف الثقافي...

التقدير لتاريخ ما قبل الإسلام 
يُلاحَظ أن اليمنيين -منذ ما لا يقل عن أربعين عامًا- يقدِّرون بشكل خاص تاريخهم لمدة ما قبل الإسلام. وهذا الموقف، في بلد عربي وإسلامي، ليس شائعًا إذا ما قارناه مثلاً بجيرانهم في السعودية والخليج ومصر أو حتى المغرب. فملكة سبأ (10) والسد العظيم في مأرب (11) وعدد من الأبطال المحاربين في مدة ما قبل الإسلام مثل أسعد الكامل (12) وسيف بن ذي يزن (13) وغيرهم كثيرون، يتم الاحتفاء بهم بشكل خاص في الأوساط العامة، ولا سيما في كتب التاريخ ومن خلال خطابات قومية معاصرة تُعطي مكانة كبيرة للأساطير (14).

وفي الوقت نفسه، بدأت هذه المقاربة الأسطورية لتاريخ اليمن قبل الإسلام تتقوض مع ظهور جيل جديد من علماء الآثار اليمنيين الذين يسهمون من خلال اكتشافاتهم وكتاباتهم، في تقديم رواية أقرب إلى الحقائق على أرض الواقع. ولكن "هذه الرواية الجديدة لا تزال تواجه صعوبة [...] في الحصول على القبول بين عامة الناس" (15). ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن المقاربات الأسطورية تتغذى بدورها من الاكتشافات الأخيرة، وتعيد تفسيرها بطريقتها الخاصة (16).

وحقيقة أن بعض هذه الأساطير مذكورة في القرآن الكريم تُميِّزها؛ فهي تؤسس روابط مرموقة وحقيقية يمنية مع الإسلام (17). فقبل الإسلام، كانت هذه الروابط البديلة تُعبِّر عن منافسة سياسية وروحية كانت قائمة بالفعل بين شمال الجزيرة العربية وجنوبها، وبشكل أخص بين الكعبة في مكة، والكاتدرائية المسيحية في صنعاء، كما يُظهِر حادث هجوم الملك أبرهة على مكة عام 552 ميلادية (18)، المعروف في القرآن الكريم باسم "أصحاب الفيل"، سورة 105. إن هذا التناقض بين شمال الجزيرة العربية وجنوبها مهم لهوية اليمن التاريخية (19) ، وقد شهد عدداً من التطورات الأخرى التي مكّنت اليمنيين من تجاوز الروابط القرشية (20) التي تقع خارج نطاقهم الجيوثقافي.

إنّ قلب إشكاليتنا سوف يدور على التأريخ الاسلامي في اليمن، الذي يحتوي على استمرارية حتى المدة المعاصرة، وكذلك أبعاد سياسية ملموسة.

ألف عام من الهيمنة السياسية والفكرية للزيدية في اليمن
كان يُسيطَر على اليمن كيان سياسي خاص للغاية على مدى قرابة ألف عام، وهو الإمامة الزيدية (21). وكان هذا نظامًا ثيوقراطيًا (أي سلطة سياسية ودينية في آن واحد) قائمًا على طائفة إسلامية مغالية (22). وقد استقر الإمام الأول، الهادي، في صعدة، شمال اليمن عام 898 م (23).

واستمرت الدولة الزيدية ما يقارب عشرة قرون في منطقة هضاب اليمن (24). وقد تم إسقاط هذا الكيان عام 1962 في شمال اليمن خلال ثورة جمهورية. وابتداءً من عام 1990، تم توحيد اليمن الشمالي السابق مع اليمن الجنوبي السابق، وشكّل كياناً جديداً هو الجمهورية اليمنية. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه التحولات الهائلة، فإن ثمة استمرارية ملحوظة في هذا المذهب حتى اليوم، إذ تظل منطقة الهضاب المحيطة بالعاصمة صنعاء المصدر الرئيس للسلطة، بما في ذلك عدد من القبائل المتحالفة التي تنتمي إلى هذا تحالف قبيلة حاشد، التي شيخ مشائخها عبد الله بن حسين الأحمر (25) ، وهو شخصية رئيسة في النظام اليمني (26). وهنا يُطرح سؤال حول استمرارية ممارسة السلطة من قبل الجماعة الزيدية، وأبعد من ذلك، احتمالية مسألة الوجود العابر للتاريخ لمثل هذه الجماعة وطبيعتها وهويتها (27).

وخلال هذه المدة من السيطرة الزيدية، كان أفراد العائلة الهاشمية (28)، السادة، هم فقط القادرون على تولي السلطة العليا. فمن الناحية السوسيولوجيا، يشكل السادة، حتى الآن، أرستقراطية دينية وفكرية، وهي طبقة اجتماعية واعية جدًا بذاتها، وتميزت بمجموعة من سمات الهوية وعلاماتها، لا سيما زواج الأقارب، مع السماح لزواج الرجال بنساء من الطبقات الأدنى (لا العكس) (29). وكانت نظرية السلطة والإمامة إحدى الخصائص الرئيسة التاريخية للزيدية، وفقًا للشروط الرئيسة التي حددها مؤسسها الهادي، أو بعض خلفائه المباشرين: 

1)    يجب أن تكون السلطة العليا (الإمامة) في أيدي الهاشميين فقط.
2)    إذا لم يتم ممارسة السلطة وفقًا لشرع الإسلام، فيمكن لأي عضو رزين من العائلة حمل السلاح ضد حاكم ظالم وإسقاطه. 

وارتبط السادة بشكل وثيق بهذه النظرية للسلطة ومكانتها في تعريف الزيدية نفسها. وبالمقابل، فإن طبيعة الزيدية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بهذا السؤال الذي يُطرَح بالضرورة على المفكرين من أصل زيدي: هل كان بإمكان الزيدية أن توجد كما هي الآن بدون إمام؟ وكيف يمكن أن يكون المرء زيديًا في غياب إمام (30) ؟ بعبارة أخرى، هل تُعَدُّ الزيدية موجودة بوصفها مجتمعاً ثقافياً خارج هذه النظرية للسلطة؟

وبما أن النخبة من السادة قد تم تهميشها فجأة من خلال الأحداث السياسية في القرن العشرين، فقد تولت مجموعات أخرى السلطة، ولكن دون امتلاك الشرعية التاريخية نفسها. وسأعود إلى طبيعة هذه النخب الجديدة من الناحية السوسيولوجية في وقت لاحق. دعونا نتوقف للحظة عند التمزق الناجم عن الإطاحة بالإمامة، وإقامة نظام جمهوري عام 1962م. فمن هذه التجربة السياسية ولدت روح مناهضة للملكية، تمت صياغتها وفقًا للعبارة المألوفة للآذان الأوروبية - الديمقراطية والحرية والمساواة - التي تعبر عن رفض شديد لكل ما يتعلق بحكم الأئمة، بل قد يصل إلى المحرمات: فحتى اليوم، يعد الاتصال بأفراد عائلة الإمام الأخير، عائلة حميد الدين، خيانة، بل وحتى مجرد ذكر عهد الأئمة المخزي قد يمكن وصفه محاولة لإعادة الاعتداد بهم (31). لذلك يصعب على المؤرخين اليمنيين تناول هذه الأوقات الزمنية بموضوعية (32).

ومع هذا الفراغ السياسي يُضاف فراغ فكري، هو أن أي محاولة حداثية لكتابة التاريخ كانت تصطدم بالحضور الطاغي للتأريخ الإمامي والزيدي، إذ كان معظم الذين يدونون الأحداث هم من السادة، وقد استمر هذا لقرون طويلة، ومن ثمّ، كانوا يدونونها وفقًا لروايتهم الخاصة. وكان كثير منهم مؤرخين رسميين للقصر، ومنهم على سبيل المثال الجرموزي خلال حكم القاسميين في القرن الثامن عشر (33). لذلك، من الصعب للغاية على اليمنيين اليوم كتابة تاريخهم السياسي؛ لأن النخب الجديدة تجد نفسها في مواجهة فراغ ثقافي؛ لأن هناك القليل من الشهادات البديلة، وأيضًا انعدام مدة تاريخية تثبت صحة ما يكفي أو يمكن الرجوع إليها - على الأقل من وجهة نظرهم، أي بطريقة رمزية ومن منظور الهوية.

إذا كان اليمنيون لديهم مثل هذا التصور الغامض لتاريخهم، فذلك لأنهم غالباً ما يخلطون بين جميع السلالات الزيدية المختلفة التي حكمت اليمن منذ ما يقرب ألف عام في حركة رافضية واحدة. ومع ذلك، كان هناك عدد غير قليل منهم، ويمكن تقييم إنجازاتهم بطرق مختلفة للغاية. ولنأخذ أحدثها فقط، التي تغطي التاريخ الحديث فقط، يمكننا أن نذكر:
- سلالة شرف الدين في القرن السادس عشر، التي ناضلت بشراسة ضد الاحتلال العثماني. وبما أنهم لم يتمكنوا من فرض سيطرتهم بشكل نهائي من خلال تأسيس دولة، فقد أحاطتهم هالة من المقاومة البطولية، ومن ثمّ فإن الإشارة إليهم أقل سلبية مقارنة بالأسر الأخرى.
- سلالة القاسميين، التي توّلت السلطة عام 1610م، وتأكدت سيطرتها بطرد الأتراك. واستمرت في الحكم لأكثر من قرنين، وهو أمر استثنائي في اليمن، وكانت سلالة لامعة تركت إرثاً من المباني الدينية الكثيرة، وكذلك صورة لسلطة قوية. وأما الجانب الأقل شهرة فهو إسهامهم في تطوير زراعة البن وتصديره.

- سلالة حميد الدين، التي استلمت راية المقاومة ضد العثمانيين خلال الاحتلال التركي الثاني لليمن (مع بوادر دولة عام 1904)، وحكمت اليمن رسميًا من عام 1919 إلى عام 1962.

ومن بين هذه الأسر الثلاث، عرف اليمنيون الأسرة الثالثة بشكل أفضل. ولكن على الرغم من أن الفضل يعود إليها في طرد الأتراك عام 1919، فإن هذه الأسرة فرضت على اليمن نظامًا معزولاً وبدائيًا للغاية حتى عام 1962، مما تسبب في ولادة الشعور الجمهوري الذي أدى إلى سقوطها (على الرغم من أن هذا الشعور مدين أيضًا إلى التأثير الناصري في خمسينات وستينات القرن العشرين).

يتذكر اليمنيون بشكل رئيس هذه السنوات الأربعين القليلة من الاستبداد القاتم خلال حكم الأئمة، مما يجعلهم يهملون القرون التسعة السابقة، كشجرة تحجب عليهم الغابة (34). ويمكن توضيح هذا الارتباك من خلال حادثة عام 2005، إذ تلقى مؤرخ يمني دعمًا من المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية لنشر "المسودّات" (أي جرد ممتلكاتهم بعد وفاتهم) للخمسة الأئمة الأخيرين من أسرة القاسميين (35) (أي قبل الأئمة الأخيرين)، وهي وثائق تغطي مدة من حوالي 1750 إلى 1860 وتقدم أهمية كبيرة لتاريخ الاقتصاد في منطقة صنعاء، ولاسيما لدراسة طريقة انتقال هذا التراث على مدى خمسة أجيال (36). وفي الوقت نفسه الذي كان الكتاب يلقى فيه استحساناً كبيراً من القلة من المتخصصين الذين استطاعوا فهم قيمته، اتهم صحفي يمني المركز بالعمل لصالح "لوبي الإمام". والأمر الأكثر دلالة (وإن كان أقل إثارة) كان رد فعل عدد من كبار المسؤولين الثقافيين والبحثيين في اليمن: بعدما أعربوا عن دعمهم للناشرين، أعربوا أيضا عن أسفهم "لإضاعة الوقت بمثل هذه المادة غير المهمة"!

في هذا الوضع الغامض، من الصعب بشكل خاص فهم مقدار الجهل الذي ينبع منه هذا الخلط بين السلالات المختلفة، وأيضًا مقدار التحيز السياسي المعاصر الذي ينبع منه. ربما نكون إزاء حالة مماثلة لتلك الحالة التي سبقت ازدهار الإنتاج التاريخي في فرنسا في القرن التاسع عشر، بالخلط بين النظريات الثورية والمالكية (37). ومع ذلك، يمكننا أن نحاول وضع الأمور في نصابها الصحيح من خلال بعض الأمثلة على تلقي الأعمال التاريخية المعاصرة. وقد كان من شأن حدث تأريخي معين أن يضعنا في قلب هذه الإشكالية الفكرية الخاصة بالمثقفين اليمنيين الحاليين.

أعمال مؤرخ من القرن العاشر، تحدي سياسي معاصر 
هناك مؤرخ وجغرافي كبير في اليمن في القرن العاشر، وهو الهمداني، الذي ترك "صفة جزيرة العرب" وكذلك موسوعة عن تاريخ اليمن بعنوان "الإكليل". 

إن ما يميز أعمال الهمداني، على الأقل تلك التي نعرفها، هو أنه في سعيه لإعطاء نسب قديم لعرب الجنوب، أشار إلى الأنساب القديمة التي كانت ما تزال محفوظة شفويًا في عصره، وكانت تُعرف جيدًا أيضًا لدى علماء الآثار والكتابات القديمة المتأخرة. ففي حياة الهمداني، أثارت أعماله كثيراً من الجدل؛ حتى أنه سُجن؛ لأنه اتخذ موقفًا ضد الأئمة الذين كانوا في طور تأسيس سلطتهم في اليمن (38). 

إن أحد محاور الجدل في هذه الأعمال، وكذلك في كثير من الأعمال الأخرى التي تلتها في الاتجاه نفسه هو رفض السيادة العرقية للهاشميين، الذين يُعرفون بوصفهم أحفاد "عدنان"، أو العرب الشماليين (أي ليسوا يمنيين)، ومقابلتهم بنسب موازٍ لـ "قحطان"، الذي قد يُعد خاصًا بجنوب الجزيرة العربية (أي اليمن). كان هذا التقسيم، الشبيه بالأنساب التقليدية، الذي يُدعا أنه ظهر قبل الإسلام، يُستغل بانتظام في الصراعات السياسية من القرن الثامن إلى القرن العاشر (39).

يُفترض أن كتاب "الإكليل" للهمداني قد اشتمل على عشرة مجلدات، لكن ما وصل إلينا منها أربعة فقط، وهي المجلدات الأول والثاني والثامن والعاشر. فهل كانت هناك مجلدات أخرى فعليًا؟ لا يمكن التأكيد على ذلك؛ لأنه من الممكن أن فكرة المجلدات العشرة قد تم وضعها من قبل الذين جمعوا الكتاب في وقت لاحق (40). ولكن ليس من المستبعد أن بعض هذه الأعمال قد تم تدميرها من قبل الأئمة، أعدائهم اللدودين. على أي حال، هناك اهتمام متزايد من قبل النخب الجديدة بهذا المؤلف، الذي بدأت أعماله التاريخية في الطباعة من قبل اليمنيين منذ سبعينات القرن الماضي (41). من جانبها، كانت السلطات العليا في الدولة قد أعلنت على الملأ أنها ستقدم مبلغًا كبيرًا من المال لمن يكشف عن أحد مجلدات كتاب "الإكليل" المفقودة، الأمر الذي أثار شهية بعضهم بشكل واضح... لدرجة أن هذا الموضوع أدى إلى سوء تفاهم.

فقبل بضع سنوات، عرض أحد جامعي المخطوطات اليمنيين على المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية في صنعاء نشر مخطوطة اُعتقد أنها أحد المجلدات المفقودة، وهو المجلد الثالث بعنوان "مجد قحطان واليمن". وكما كان متوقعًا من كتاب الهمداني، تم الاحتفاء في هذا الكتاب بنسب قحطان، الجد الأعظم للعرب الجنوبيين أي اليمنيين، على حساب نسب عدنان، الجد الأعظم للعرب الشماليين، أي أجداد الهاشميين القادمين من مكة. وتكتسب هذه المخطوطة (التي كانت معروفةً فقط من خلال عنوانها) أهمية مزدوجة: فهي تقدم أنساباً ترجع إلى عصر ما قبل الاسلام، ولا سيما الأجداد الثمانية المشهورين، (المثامنة) وهم أسماء ثماني قبائل حمير، وهي شاهد ثمين على الانتقال من العصر القديم إلى العصر الإسلامي، وأداة لا تقدر بثمن للآثاريين لمطابقة مصادرهم؛ ولكنها أيضًا قد تُعد كتاباً جدلياً من القرن العاشر الميلادي، قادراً على تفسير نزاعات تلك الحقبة، والمصطلحات التي تم استخدامها فيها.

وكان على هذه النسخة - التي تعود إلى القرن التاسع عشر (وبالتالي حديثة) - إشارة في بداية المخطوط تشير إلى أنه المجلد الثالث من "الإكليل". انتهزنا هذه الفرصة وبدأنا بإعداد النص. ومع ذلك، وأثناء العمل، بدا أكثر فأكثر أن هذا المخطوط لا يمكن أن يرجع إلى القرن العاشر، بل وحتى أن يكون من تأليف الهمداني. ومن حسن الحظ، وجدنا في مكتبة في الخارج نسخة أخرى أقدم وأكمل، واتضح أنه عمل متأخر بكثير، مؤلف في القرن الرابع عشر. فالعنوان لم يكن مطابقًا تمامًا لعنوان المجلد الثالث المفقود: (أخبار قحطان واليمن). لذلك لم يكن هذا جزءًا من "كتاب الإكليل" (42). وعلى الرغم من أن العمل ما يزال مثيرًا للاهتمام بالنسبة للمؤرخين، فإنه لم يعد من الممكن نشره تحت هذا العنوان ونسبه للمؤلف. ومع ذلك، استمر بعض زملائنا اليمنيين في الرغبة في الاعتقاد بأنه، فعلا، المجلد الثالث المفقود طويلاً من "كتاب الإكليل"، وأعلنوا ذلك علنًا. بالطبع، اضطررنا إلى إصدار نفي قاطع (43)...

يجب النظر إلى الاهتمام المفاجئ بأعمال الهمداني، المؤرخ البارز في هوية اليمن في السياق السياسي الحديث. فمنذ عام 2004، شهدت منطقة صعدة في شمال اليمن تمردًا لحركة زيدية متطّـرفة تُعرف باسم "حركة الشباب المؤمن" وقمعها العنيف. هذا التمرد له إيحاءات قوية مؤيدة للدعوى الهاشمية (44). كما ذُكر سابقًا، كانت منطقة صعدة أول مكان استقر فيه الأئمة عام 898م، وظلت آخر معاقل الأئمة الزيديين (45). وفي سياق الحملة الأمنية والأيديولوجية ضد حركة الشباب المؤمن، من الواضح أن اكتشاف مخطوط لمجلد غير منشور من "الإكليل"، لاسيما المجلد الثالث الذي كان الشائع أنه يحتوي على جدل ضد الهاشميين، كان سيكون بمثابة نعمة بالنسبة لاحتياجات الدعاية المناهضة للسادة، وقد يضفي عليها شرعية تاريخية مرموقة (46).

سوسيولوجيا النخب السياسية الحالية
بفضل إسقاط الأئمة وتهميش الهاشميين، استحوذت طبقتان اجتماعيتان على معظم السلطة: مشايخ القبائل، والقضاة.
استحوذت القبائل، ولاسيما بعض فروع قبيلة حاشد (الذي كان دائمًا رأس الحربة العسكرية الرئيس للأئمة)، على الجيش والسلطة العليا، وفقًا لتحالف معقد بين العسكريين من هذه القبيلة وبعض المشايخ البارزين. وفضلاً عن هذا التحالف الاستراتيجي، هناك الطبقة الاجتماعية "القضاة"، الذين كانوا يشكلون، تحت حكم الأئمة، جزءًا كبيرًا من الموظفين العاليين والوسطاء، وكذلك رجال دين بارزين. ولكن لم يكن بإمكانهم بأي حال من الأحوال الوصول إلى السلطة العليا؛ لأنهم لم يكونوا هاشميين (47)؛ وقد ازدهرت هذه الطبقة بشكل كبير في أيام الدولة القاسمية (48). وبفضل الثورة وسقوط السادة، استفادت هذه المجموعة من الفراغ الذي نشأ في جميع الوظائف الإدارية التي تتطلب تكوينًا فكريًا جيدًا. وبهذه الطريقة، قدمت هذه الطبقة للجمهورية اليمنية كثيراً من موظفيها السياسيين، بما في ذلك الرئيس الثاني للجمهورية، القاضي عبد الرحمن الإرياني، والرئيس الثالث، إبراهيم الحمدي، وعدداً كبيراً من الوزراء في جميع الحكومات المتعاقبة، وعدداً من كبار الموظفين.

وبغض النظر عن خصائص التحالف الحالي وتحولاته بين هاتين الفئتين، الذي استمر على الأقل منذ ثورة 1962، لا يمكن إلا أن نلاحظ أن أعضاءها هم بالضبط الذين يبحثون عن مواد تاريخية يمكن أن تخدم بناء هوية وطنية تتجاوز المرجعية الهاشمية. وليست هذه المحاولة سهلة، فهؤلاء المثقفون والساسة أيضًا منخرطون في إشكالية هوية مرتبطة بتاريخهم وانتمائهم الطائفي، سواء أكان حقيقيًا أم متخيلاً: ففي حين أنهم تاريخيًا زيود، فقد تحرروا في الغالب سياسيًا من الزيدية الإمامية، وهم يترددون بوضوح بين القطيعة التامة مع الزيدية، واختراع زيدية بدون إمام (حيث يكون الرئيس هو الإمام فعليًا).

وبشكل مثير للاهتمام، بدأ هذا التوجه الأول في وقت مبكر نسبيًا، في أواخر القرن الثامن عشر، إذ حاول العالم الزيدي الأصل الإمام الشوكاني (49) تليين الجوانب الطائفية للزيدية في مجال العلوم الدينية. وفي أعقاب نجاح المملكة القاسمية التي احتلت جزءًا كبيرًا من اليمن الحديث (50) ، سيطر الأئمة الزيدون على البلاد، لكنهم وجدوا أنفسهم أقلية في بلد غالبيته شافعية، ومن ثمّ سنية (51) ؛ ولمواجهة هذه الحالة، سعى الشوكاني إلى إرساء نهج متوسط بين المدرستين، استجابة للرغبة العملية للحكام آنذاك في توحيد اليمن (52) على أساس يمكن وصفه في هذه الحقبة بأنه وطني. وبعد خطوات عدة باتجاه السنة، أصبح الشوكاني في نهاية المطاف مندمجًا فيها؛ على الأقل هذا هو الإدراك الذي تبنته ذريته الروحية، وكذلك الذين درسوهم. ويجب التأكيد على الأهمية الرمزية والهوية لهذه المدرسة الفكرية التي تركت بصماتها البارزة في الزيدية المعاصرة، لا سيما في طبقة القضاة (التي كان ينتمي إليها الشوكاني)، وهم أنفسهم الذين هيمنوا على بداية الجمهورية(53). كما ينتمي المؤرخون الذين روجوا للهمداني في العصر الحديث إلى هذه الحركة أيضًا.

ويتمثل الاتجاه الفكري الثاني، مع رفض النظرية السياسية للزيدية، في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث الفكري الزيدي، ولا سيما من خلال التأكيد على عقلانيته، إذ يسلط بعض المؤرخين الضوء على تيار المطرّفية، وهو تيار في الزيدية حاول في العصر الوسيط الاستغناء عن السادة (من خلال عدم احتساب الانتماء إلى الأسرة الهاشمية شرطًا أساسًا لقيادة المجتمع). وقد أُبِيدَ هذا التيار في القرن الثاني عشر على يد الإمام عبد الله بن حمزة، ولم يُكتَشف إلا في تسعينات القرن العشرين من قبل بعض المفكرين الزيديين، وكذلك بعض الماركسيين (54). 

وثمة اتجاه ثالث، لا يتمايز بوضوح عن الثاني، يسعى إلى إثبات وجود زيدية يمنية قبل الإمام الهادي، مؤسسها في القرن التاسع الميلادي. ويُزعم هنا أن الزيدية اليمنية قد انحرفت عن الهادي، ويُطْلَق عليه اسم "الهادوية"(55)، ثم صُنفت على أنها دخيلة (انظر الحاشية 23). لكن هذه الفرضية ما تزال بحاجة إلى إثبات تاريخي، فوفقًا للمصادر المتاحة حاليًا، لا نعرف أي مفكر أو ناشط زيدي محلي على وجه الخصوص قبل عام 898م. ومن الواضح أن كل هذه المحاولات تنطلق من الرغبة في إيجاد خيط تاريخي يثبت استمرارية الزيدية خارج الهاشميين، ومن ثمّ "يمّننة" الزيدية، وفقًا لمقاربة معاصرة، تعيد النظر في التأريخ منطلقا من الحاضر.

وفي حين أن المثقفين والسياسيين الزيديين "التاريخيين" أو "الزيديين احصائيًا"(56) يبحثون عن أسس فقهية لهذا التوسيع للهوية الزيدية منذ القرن الثامن عشر، فمن المثير للاهتمام أن نتساءل عما إذا كان المثقفون الذين كفوا اليوم عن كونهم "زيود" وأصبحوا "سُنة" بالكامل يذهبون إلى البحث عن مرجعيات غير زيدية في تاريخ بلادهم. ويمكنهم على سبيل المثال أن يفعلوا ذلك مع الدولة الرسولية، ذات الغالبية السنية، التي تأسست بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر على يد أكثر السلالات التي عرفها اليمن ازدهاراً. لكن لا يبدو أن هذا هو الحال، إذ إن قليلاً من هؤلاء المؤرخين أو الذين يدّعون بالتأريخ اهتموا بها (57). ولعل عدم الاهتمام بهذه السلالة يرجع إلى أنها كانت كردية الأصل، وأنها زورت نسباً عربياً (58) من الغساسنة (أي عرب الشمال)، دون أن يقنع ذلك أحداً، بل ربما أقل من ذلك في السياق القومي الحالي. ومن ناحية أخرى، أثارت هذه السلالة القديمة جداً اهتماماً كبيراً بين مثقفي الشافعية، الذين قدموا من المناطق نفسها التي ازدهرت فيها هذه المملكة، لأسباب مجتمعية واضحة، لا تزال حية إلى اليوم، إذ كان ينظر إلى أن كون هذه السلالة ذات أصل أجنبي هو عامل إيجابي في الانفتاح على سوريا ومصر، منارتي الحضارة الإسلامية في ذلك الوقت.
تطرح هذه المناقشات التاريخية، وغيرها ضمن السياق نفسه عدداً من الأسئلة الرئيسة المتعلقة بالهوية: 

ما طبيعة الزيدية في اليمن؟ إذ إن هذه الطائفة، وإن كانت ما تزال مهيمنة، إلا أنها أصبحت أقلية بشكل متزايد، وتقوضها انقسامات عدة، وتتقاسمها تيارات فكرية متناقضة، وفضلاً عن كل ذلك محرومة من القيادة السياسية التقليدية، ونظرًا إلى أهمية نظرية السلطة في هوية الزيدية اليمنية، تُطرح هذه المشكلة بشكل خاص. 

وفضلاً عن ذلك، كيف يمكن بناء الهوية المعاصرة لليمن دون المكون الثقافي للزيدية وتراثها الفكري المتميز والبارز (59)؟ 

هل البديل الوحيد هو التسنن الكامل الذي قد يتم على الشكل السني الإسلامي (من نوع حزب الإصلاح اليمني)؟ أو "التعريب" على النمط القومي (60)؟ 

هل ستكون النخب الجديدة، القبائل و"القضاة"، قادرة على إعادة منح هذه الجماعة تماسكًا أيديولوجيًا يسمح لها بالاستمرار سياسيًا في المستقبل؟ أم أن النظرة النقدية، لا بل الفكرية، التي تنظر إلى تاريخ اليمن ستقوض الرابطة التي جعلت هذه الجماعة قادرة على الإشراف على مصير البلاد لقرون؟ 

هذه الأسئلة تذهب إلى ما هو أبعد من السياسة، وتحدد في النهاية تشكيل الهوية لليمن في المستقبل.

ولذلك، فإن هذا السياق هو محاولة واعية لبناء هوية وطنية وفقًا للإطار الاجتماعي والسياسي الخاص للبنية المعاصرة لليمن، وهذا يتطلب ضرورة التصدي للتراث الفكري الهاشمي، الذي له أهمية مفرطة في اليمن. ولعل هذه الحاجة هي التي تفسر الانفتاح على التاريخ القديم في الكتب المدرسية، وكتب التنوير الموجهة إلى الجمهور العام. وكما رأينا، فإن الهمداني، المؤرخ والجغرافي القديم، قد جعل من الممكن في القرن العاشر فتح هذا الباب نحو نموذج أسطوري بديل للإسلام القادم من الشمال. ونَقل إلى النخب المعاصرة صلة فكرية، إن لم تكن نسبية، بتاريخ غير هاشمي لليمن.

إذا ما نقلنا الإشكالية التي طبقها برسينجيت دوارا على الصين، يمكننا القول إن كتابة التاريخ المهيمن لم تحل محلها "كتابة تاريخ المضطهدين"، بل كتابة تاريخ مهيمن جديد، وهو ما يزال قيد التنفيذ.

وفي السياق اليمني حيث الإغراء الأصولي، سواء أكان متطرفًا أم شوفينيًا، حاضرًا بقوة، فإن تنوع المراجع التاريخية للهوية قد يكون ضمان للتعددية: فحتى لو لم تكن هذه المراجع المختلفة متنوعة دائمًا، فإنها تعد مصدرًا للجدل والتأمل بين المثقفين وقطاع واسع من السكان. ولكن لا بد من مزيد من الإعداد العلمي والفكري (سواء أكان ذلك بمشاركة الباحثين الأجانب أم لا) حتى تقبل بُنى الهوية اليمنية أن تلتقي فيها التصورات الاجتماعية المختلفة مع رواية توافقية للحقائق التاريخية.

الهوامش
* - جان لامبير: مدير المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء (CEFAS)، اليمن، سابقًا.
1  - Michel Tuchscherer, « Introduction », Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, n° 67 : Le Yémen, passé et présent de l’unité, 1993.
2  - Franck Mermier, « Présentation », Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, n° 121- 122 : Yémen Territoires et identités, avril 2008, p. 9-16 (en ligne : http://remmm.revues.org/document4703.html). 
3  - محمد يحيى الحداد، التاريخ العام لليمن. ج1. قبل الإسلام؛ ج2. في مسيرة الإسلام؛ ج3. اليمن الحديث والمعاصر، صنعاء، وزارة الثقافة والسياحة، 2004.
4  - يتبع الكتاب التقسيم الزمني الكلاسيكي (العصور القديمة، الإسلام، الفترة الحديثة، الفترة المعاصرة)، ولكنه لا يستخدم المصادر الأولية إلا قليلاً نسبيًا.
5  - في اليمن، "ترتبط الذاكرة الجماعية بالكبت والتغييب أكثر من ارتباطها بأسطورة القرون ذات الشخصيات الوصائية التي قد تجسد المصير الوطني"، ورد في (Rémy Leveau, Franck Mermier et Udo Steinbach (dir.), Le Yémen contemporain, Paris, Karthala, 1999, p. 33).). ويشير المؤلف نفسه أيضًا إلى الحاجة إلى "إعادة التملك الجماعي للماضي".
6 - Ahmed Beydoun, Identité confessionnelle et temps social chez les historiens libanais contemporains, Beyrouth, Université libanaise, 1984.
7  - للاطلاع على تاريخ اليمن وشبه الجزيرة العربية، انظر (Madawi al-Rasheed et Robert Vitalis (Counternarratives : History, Contemporary Society and Politics in Saudi Arabia and Yemen, New York, Palgrave Macmillan, 2003), et notamment l’article de Sheila Carapico : « Arabia Incognita. An Invitation to Arabian Peninsula ».)
8  - تميل بعض "الروايات المضادة" إلى الاعتراض على فكرة أن الأمة هي مجتمع موحّد. ويرى براسينجيت دورا أنه " في حين أنه قد تبين أن الأمة علاقة غير مستقرة ومتغيرة "، فإن التاريخ غالبًا ما يُستدعى "لتعزيز الامة" و"ادعائها المشكوك فيه بالذاتية المتطورة". (P. Duara, Rescuing History from the Nation: Questioning Narratives of Modern China, Chicago, University of Chicago Press, 1995). ومع ذلك، لا يبدو أن هذه المقاربة المحفزة قادرة على إبطال القوة "الخيالية" والرمزية لبناء الدولة القومية كما حللها، على سبيل المثال، بينيدكت اندرسون (Benedict Anderson (Imagined Communities : Reflections on the Origin and Spread of Nationalism, Londres et New York, Verso, 1991).
9 - انظر (la Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, le numéro 67: Yémen, passé et present de l’unité, dirigé par Michel Tuchscherer (1993)، et le numéro 121-122: Yémen Territoires et identités (avril 2008)، ). ولا سيما مقالة فرانك ميريميه، المذكورة مسبقًا، ومساهمة لوران بونفوا حول الهويات الدينية المعاصرة في اليمن (Les identités religieuses contemporaines au Yémen p. 199-213).
10  - ملكة أسطورية ذُكرت في الكتاب المقدس والقرآن الكريم، ولم يثبت لها وجود تاريخي، ولكنها تشير باسمها إلى مملكة سبأ التاريخية (القرن الثامن قبل الميلاد - القرن الأول الميلادي).
11  - السد الأثري الذي أسهم في تنمية الثروة الزراعية لمملكة سبأ بين القرن الثامن قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي.
12  - أحد الملوك الحميريين، موحد اليمن القديم في القرن الرابع، وربما كان أول من اعتنق التوحيد.
13  - بطل من جنوب الجزيرة العربية من القرن الثاني الميلادي يقال إنه طرد الأحباش من البلاد.
14  - قبل سنوات عدة، كنتُ قد وصفتُ كيف أن أسطورة ملكة سبأ وسد مأرب كانت قضية تأويلية للجماعات الاجتماعية والسياسية المختلفة في اليمن في التسعينات (J. Lambert «Sabâ et le barrage de Mareb. Récit fondateur et temps imaginé », Peuples de la Méditerranée, n° 56-57, juillet-décembre 1991, p. 141-176). ومنذ ذلك الحين، استمر هذا الاتجاه بلا هوادة. ويذكرنا اهتمام اليمن بماضيها قبل الإسلام من نواحٍ عدة بعلاقة مصر بماضيها الفرعوني.
15 - Mounir Arbach et Rémy Crassard, « L’Arabie du Sud vue de l’intérieur. Recherches archéologiques menées par les Yéménites », Chroniques yéménites, n° 14, 2007, p. 10.
16  - هكذا، وعلى مجرّد افتراضات وارتباط لغوي مشكوك فيه بالتسلسل الزمني البابلي، فإن "المؤرخ" محمد الفرح يرجع التسلسل الزمني السبئي إلى مدة أقدم (1500 قبل الميلاد) من تلك التي يعترف بها مجتمع علماء الآثار (حوالي 1000 قبل الميلاد) (الفرح، تبابعة اليمن السبعين، الشارقة، دار الثقافة العربية، 2002، ص11-12). وفي مكان آخر يؤرخ المؤلف نفسه حضارة الجنوب العربي إلى 9000 قبل الميلاد، ويلعب على الخلط بين تأريخ العصر البرونزي في اليمن، وتأريخ بدايات الفترة التاريخية (الفرح، الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير)، صنعاء، وزارة الثقافة، 2004، ص 5-6. من الواضح أن الأقدمية يتم البحث عنها مصدراً للمكانة ...
17  - أبعد من ذلك، مع التوحيد والأوقات الأكثر قدماً في الكتاب المقدس: فوفقاً للأسطورة التي يرويها المؤرخ اليمني الهمداني من بين آخرين، فإن صنعاء أسسها سام بن نوح. وكما هو الحال في أجزاء أخرى كثيرة من العالم الإسلامي، يتم البحث بنشاط عن بقايا سفينة نوح، باستخدام مزيج من علم الأعداد الغامض من القرآن الكريم والإحداثيات الجغرافية من جوجل إرث! إن منطقة صنعاء تصلح لهذا النوع من التفصيل الخيالي؛ لأن موقعها الطبيعي الشبيه بالحوض كان يمكن أن يساعد على تراكم مياه الطوفان.
18 - Joëlle Beaucamp, Françoise Briquel-Chatonnet et Christian Robin, « La persécution des chrétiens de Najrân et la chronologie himyarite », ARAM, n° 11-12, 1999-2000
19 - "لقد تصرف أبرهة بوصفه خليفة للحكام الحميريين العظماء في القرن الخامس" (J. Beaucamp, F. Briquel-Chatonnet et Ch. Robin, art. cit., 1999-2000, p. 78).
20  - قبيلة قريش التي كانت قد استقرت في مكة قبل الإسلام هي قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت تحاربه (وهو أمر سارع المسلمون اليمنيون إلى معاتبته عليها).
21 - كان استقرار هذه الدولة الزيدية محدوداً بشكل عام، كما يتضح من التغييرات المتكررة للعاصمة (Michel Tuchscherer, art. cit., 1993, p. 6).
22  - تعود أصول الزيدية إلى زيد بن علي، الإمام الرابع من أئمة الزيدية، الذي توفي عام 740 تحت القمع الأموي. وتختلف الزيدية المتأثرة إلى حد كبير بعقلانية الفكر المعتزلي، عن التيارات الشيعية الأخرى، السبعية (الإسماعيلية) والاثني عشرية، في أنهم أقرب إلى الإسلام السني الذي يمثل الأغلبية.
23  - بقدوم أتباع الهادي من طبرستان، حيث كانت هناك دولة زيدية صغيرة في السابق، تم عدهم فيما بعد أجانب بشكل مزدوج: عرب شماليين، وفرس.
24  - وقد مر امتدادها التدريجي إلى كامل الهضبة اليمنية المرتفعة بمراحل عدة تركت بصماتها على المجتمع المعاصر (Gochenhour, «Towards a Sociology of the Islamization of Yemen», in B.R. Pridham, Contemporary Yemen, Politics and Historical Background, Londres, Croom Helm, University of Exeter, 1984).
25 - توفي الشيخ عبد الله الأحمر في ديسمبر 2007.
26  - Franck Mermier, « Les héritages d’une histoire morcelée », art. cit., 1999, p. 19.
27  - Samy Dorlian, « Zaydisme et modernisation : émergence d’un nouvel universel politique ? » Chroniques yéménites, n° 13, 2006.
28  - الهاشميون أو بنو هاشم هم من نسل النبي محمد من ابنته فاطمة وصهره علي. وهم يحظون بتبجيل خاص من قبل جميع اتجاهات الشيعة، ويحتلون مكانة أقل أهمية في الإسلام السني، الأغلبية.
29 -  أو الزواج "الفوقي" (hypergamie) ولهذا الاسباب، يمكننا أيضًا أن نتحدث عنهم على أنهم "طبقة".
30 - Gabriella Vom Bruck, «Being a Zaydi in the absence of an Imam? » in Rémy Leveau, Franck Mermier et Udo Steinbach (dir.), Le Yémen contemporain, Paris, Karthala, 1999, p. 169-192.
31  - أقيمت اتصالات بين السلطات الجمهورية وأسرة الإمام أحمد بعد الوحدة، لكن عدد من النزاعات التراثية لا تزال عالقة: على سبيل المثال، تم ترك قصر الإمام يحيى، دار الخير، مهجوراً عمداً.. ومع ذلك، تقدم عملية ترميم قصر الإمام لوقت الصيف في وادي ظهر تمثيلاً متحفياً موضوعياً نسبياً للحياة اليومية للعائلة المالكة السابقة، لكل من الجمهور اليمني والزوار الأجانب.
32  - عندما نشر فرانسوا بورغا عام 2005 كتاباً من الأرشيف المصور عن تاريخ اليمن خلال القرن العشرين، الذي شمل بالضرورة عهد الإمامين يحيى وأحمد، قام بذلك خلافاً لنصيحة عدد من الزملاء اليمنيين. ومع ذلك، وبعد نشره، لاقى الكتاب نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور اليمني الذي شعر بالارتياح لرؤيته أن القضية قد تم التعامل معها بأكبر قدر ممكن من الموضوعية.
33 - François Blukacz, « Le Yémen sous l’autorité des imams zaydites au XVIIe siècle : une éphémère unité », Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, n° 67 : Le Yémen, passé et présent de l’unité, 1993.
34  - هذا لا يعني أنه لم يكن هناك استبداد من قبل، ولكن لا يمكن اختزال التاريخ الطويل في هذا الجانب وحده.
35  - حسين العمري (تحقيق)، تراث القاسميين: مسودات أملاك خمسة أئمة وورثتهم (1161-1288/1748-1871)، صنعاء، المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية في صنعاء/دمشق-دار الفكر، 2005.
36  - تُظهر هذه الوثائق ثروة هؤلاء الملوك، ومستوى الرفاهية المادية التي كانوا يتمتعون بها، وتوضح بشكل خاص تفاصيل الممتلكات العقارية للعائلة.
37  - تميزت السنوات التي أعقبت الثورة الفرنسية وتصفية النظام الملكي بنظام جمهوري (أو بونابرتي) عازم على رفض كل آثار النظام السابق. كان هذا الميل متأصلًا في العقلية الثورية التي كانت بطبيعتها "غير تاريخية" لأنها "تمجّد الطابع الانشائي للحاضر". من ناحية أخرى، شهد الجيل التالي، الذي لم يعايش الثورة الفرنسية، ازدهارًا استثنائيًا للمؤرخين الذين قدموا وجهات نظر مختلفة، ومتناقضة في كثير من الأحيان، في نقاش مثمر (André Burguière, «Thiers, Tocqueville, Lamartine, Guizot… Le temps des historiens» ، Le Nouvel Observateur. Spécial XIXe. Le siècle de tous les possibles, n° 2250/2251, 2007-2008, p. 97-98).
38  - يوسف محمد عبدالله، الهمداني: لسان اليمن: دراسات في ذكراه الألفية، جامعة صنعاء، 1986 (باللغتين العربية والإنجليزية).
39  - Christian Robin, « L’Arabie antique de Karib’îl à Mahomet. Nouvelles données sur l’histoire des Arabes grâce aux inscriptions », Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, n° 61, 1991, p. 63-64.
40  - ومن أبرزهم نشوان بن سعيد الحميري وابنه محمد، المؤلفان اللذان عاشا بعد الهمداني بأكثر من مائة سنة، واللذان اتخذا أيضاً مواقف مناهضة للهاشميين تحت راية القحطانية.
41 - أولاً على يد محمد علي الأكوع في بغداد عام 1977.
42 - لم تظهر عبارة "المجلد الثالث من الإكليل" على هذه النسخة الأخرى. ولذلك فقد تمت إضافتها إلى مخطوطة جامع التحف الخاصة، ربما من قبل ناسخ القرن التاسع عشر.
43 - منير عربش ومحمد جازم، "كتاب الفصل بين الحق والبطال ليس المجلد الثالث للإكليل"، الثوابت، فبراير 2008. وصدر بالفرنسية في («Nouvelles données sur les Mafâkhir Qahtân wa-l-Yaman», Chroniques du manuscrit au Yémen, 5)، وهو على النت: http://www.cefas.com.ye/cmy/no5_fev08/CMY5.
44 - حتى لو لم تطالب على ما يبدو باستعادة الإمامة، كما يتهمها منتقدوها. انظر (Samy Dorlian, «L’identité hachémite à l’épreuve de la guerre de Saada» , Chroniques Yéménites, n° 15,).
45 - لم يتم ضم منطقة صعدة بشكل كامل ضمن الجمهورية، إذ لم تسيطر عليها القوات الجمهورية خلال الحرب الأهلية، بل تم تهدئتها ببساطة بعد معاهدة سلام عام 1970. ولا يزال أهل صعدة يحتفظون بعلاقات روحية وسياسية متميزة مع القبائل المحلية، وهو ما يفسر جزئياً بلا شك سبب استمرار هذا الصراع لمدة أربع سنوات (Samy Dorlian, art. cit., 2008).
46  - وبالروح نفسها، تم تطوير هذه الدعاية في "مركز بحثي" أطلق عليه مروجوه اسم "مركز نشوان بن سعيد الحميري"، نسبة إلى أحد من يتبعون نهج الهمداني المذكور أعلاه في القرن العاشر (Samy Dorlian, art. cit., 2008).
47 - في زمن الأئمة، كان القضاة والسادة متحدين بوصفهم رجال دين تحت اسم واحد هو "عَلَم البياض"، في إشارة إلى لباسهم المشترك ولونه، وهو رمز للنقاء الشعائري.
48 - محمد السبيطلي، " المجتمع والدولة في عيون القضاة "، حوليات يمانية، العدد 3، 2006، ص 137.
49  - وآخرون مثل ابن الأمير والمقبلي.
50  - François Blukacz, « Le Yémen sous l’autorité des imams zaydites au xviie siècle… », art. cit., 1993, p. 48-49.
51  - أخذت المدرسة الشافعية السنية اسمها من عالم الدين أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي (767-820 م)، الذي كانت مساهمته في التشريع الإسلامي كبيرة. (ملاحظة المحرر في النسخة الفرنسية)
52 - Bernard Haykel, « Shawkânî and the Jurisprudential Unity of Yemen», Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, n° 67 : Le Yémen, passé et présent de l’unité, 1993, p. 55.
53  - Bernard Haykel, art. cit., 1993, p. 63.
54  - علي محمد زيد، اتجاهات الفكر المعتزلي في اليمن في القرن الخامس عشر الميلادي، صنعاء - مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية، 1997
55  - عبد الله الشامي، سيرة الإمام المنصور عبد الله بن حمزة (ت 1217)، دراسة نقدية، دكتوراه، جامعة غلاسكو، 2004.
56 - في هذا المعنى كان مصطلح "المسلمين احصائيًا" يُستخدم في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة للإشارة إلى أولئك الذين يفترض أنهم غير ملتزمين على الرغم من أنهم مسلمون من حيث الأصل والحالة المدنية.
57  - مع استثناء ملحوظ للقاضي الجليل إسماعيل الأكوع، وهو مؤرخ ذو مكانة كبيرة وممثل بارز "للزيدية الغير ملتزمة بالزيدية". انظر كتابه "الدولة الرسولية" (2004)، المنشور في عدن.
58  - تشهد مخطوطة "أخبار قحطان واليمن" على هذه المحاولة.
59  - حافظت الزيدية بالجمود على إرث ثقافي كبير: الطقوس الدينية والتقاليد الشعبية، بما في ذلك الذكر الخاص لآل البيت في الصلوات والأشعار التي تنشد في حفلات الزواج وفي جميع المناسبات الأخرى في الحياة اليومية.
60 - تتأثر كل من هذه الاحتمالات الفكرية باتجاهين سياسيين أكثر عمومية، أحدهما إسلامي والآخر قومي عربي. وإذا أخذنا الاتجاه الإسلامي إلى أقصى حدوده المنطقية، فإنه لا يمكن أن ينتهي إلا بذوبان هوية الزيدية تمامًا. ومن ناحية أخرى، فإن الاتجاه القومي العربي، لاسيما في نسخته البعثية، يمكن أن يؤدي إلى نوع من "السأمتة (التحول إلى السامية)" وفي الوقت نفسه "التعريب (التحول لكل ما هو عربي)" لتاريخ اليمن، وإبراز العلاقات بين ملوك اليمن القدماء وأولئك في الهلال الخصيب القديم. ووفقًا لهذه "الأساطير الحضرية" الجديدة، فإن مدينة أوغاريت في سوريا تم تأسيسها على يد يمنيين (الفرح، تبابعة اليمن السبعين، مرجع سابق، 2002، ص 39). إن أصل الآراميين يعود إلى غزو بلاد ما بين النهرين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد على يد اليمنيين من مدينة إرم (المعروفة فقط من القرآن، وبالتالي في وقت لاحق) (المرجع نفسه، ص 41-43، 44). ومن الواضح أن هذه العلاقة القديمة بين اليمن من جهة وسوريا والعراق من جهة أخرى، التي تطورت منذ ثمانينات القرن العشرين، تعكس بوضوح علاقات اليمن الجيدة مع البلدين اللذين ولد فيهما حزب البعث القومي المعاصر، ولا سيما مع عراق صدام حسين. وميزة هذه النسخة أنها تتوافق مع القومية اليمنية، التي تصبح بطريقة ما نسخة جنوب الجزيرة العربية من البعثية، ولا تشكك في الجوانب الثقافية غير المسيسة للزيدية التي تُقدّر بعقلانيتها.

المراجع العربية
إسماعيل بن علي الأكوع، الدولة الرسولية في اليمن (1228-1454)، عدن، جامعة عدن، 2003.
حسين العامري، تراث القاسم: خمسة أعمال تتعلق بأملاك أئمة اليمن (1161-1288/1748-1871)، صنعاء ودمشق، CEFAS/ دار الفكر، 2005.
زيد علي محمد، اتجاهات الفكر المعتزلي في اليمن في القرنين السادس والثاني عشر، صنعاء، CFEY، 1997.
محمد السبيطلي، " المجتمع والدولة في عيون القضاة "، حولية يمانية، عدد 3، 2006، ص. 135-157.
محمد السبيطلي،” قوة الشريعة الدينية وشرعية السلطة. العلاقات بين القاضي والدولة في تاريخ اليمن الحديث“.، in C. Robin, M. Jazîm (dir.)، الحاج إلى حصون العلم. تكريم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع، صنعاء، المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية في صنعاء، 2006، ص 287-331. 
محمد الفرح، الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير، صنعاء، وزارة الثقافة، 2004م.
محمد الفرح، تبابعة اليمن السبعين، الشارقة، دار الثقافة العربية، 2002
محمد يحيى الحداد، التاريخ العام لليمن. I. قبل الإسلام؛ II. في مسيرة الإسلام؛ III. اليمن الحديث والمعاصر، صنعاء، وزارة الثقافة والسياحة، 2004.
يوسف محمد عبدالله، الهمداني: لسان اليمن: دراسات في ذكراه الألفية، جامعة صنعاء، 1986 (باللغتين العربية والإنجليزية).

http://www.cefas.com.ye/cmy/no5_fev08/CMY5 

المراجع الاجنبية
Arbach M. et R. Crassard, « L'Arabie du Sud vue de l’intérieur. Recherches archéologiques menées par les Yéménites », Chroniques yéménites, n° 14, 2007, p. 1-14 (http://cy.revues.org/).
Arbach M. et M. Jazîm « Le livre Al-Fâsil bayn al-haqq wa-l-bâtil n’est pas le tome III d’al- Iklîl », Thawâbit, février 2008 (en arabe). Traduction en français : « Nouvelles données sur les Mafâkhir Qahtân wa-l-Yaman », Chroniques du manuscrit au Yémen, 5 (en ligne, http:// www.cefas.com.ye/cmy/no5_fev08/CMY5).
Beaucamp J., F. Briquel-Chatonnet et C. Robin, La persécution des chrétiensde Najran., ARAM, n° 11 -12, 1999-2000, p. 15-83 (paru en 2001).
Beydoun A., Identité confessionnelle et temps social chez les historiens libanais contemporains, Beyrouth, Université libanaise, 1984.
Blukacz F., Le Yémen sous l’autorité des imams zaydites au XVIIesiècle : une éphémèreunité., Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, n° 67 : Le Yémen, passé et présent de l’unité, 1993, p. 39-51.
Burgat F. (dir.), Le Yémen vers la République : iconographie historique du Yémen (1900-1970), Sanaa, Centre français d’archéologie et de sciences sociales de Sanaa, 2005.
Burguière A., Thiers, Tocqueville, Lamartine, Guizot… Le temps des historiens., Le Nouvel Observateur. Spécial XIXe. Le siècle de tous les possibles, n° 2250/2251, 2007-2008, p. 97-98.
Carapico S., ArabiaIncognita. An Invitation to ArabianPeninsula, in M. al-Rasheed et R. Vitalis, Counter-narratives : History, Contemporary Society and Politics in SaudiArabia and Yemen, New York, Palgrave Macmillan, 2003.
Dorlian S., Zaydisme et modernisation : emergence d’un nouvel universel politique?Chroniques yéménites, n° 13, 2006.
Dorlian, S., L’identitehachemite al’epreuve de la guerre de Saada., ChroniquesYéménites, n° 15, sous presse.
DuaraPrasenjit, RescuingHistoryfrom the Nation:Questioning Narratives of Modern China,Chicago, University of Chicago Press, 1995.
Gochenhour,. Towards a Sociology of the Islamization of Yemen., in B. R. Pridham,ContemporaryYemen, Politics and Historical Background, Londres, CroomHelm, University of Exeter, 1984.
Haykel B., Revival and Reform in Islam : The Legacy of Muhammad al-Shawkani, Cambridge/New York, Cambridge University Press, 2003.
HaykelB., Shawkani and the Jurisprudential Unity of Yemen, Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, n° 67 : Le Yémen, passé et présent de l’unité, 1993.
Lambert J., Saba et le barrage de Mareb. Recit fondateur et temps imagine., Peuplesde la Méditerranée, n° 56-57, juillet-decembre1991, p. 141-176.
Mermier F., « Présentations », Revue des mondesmusulmans et de la Méditerranée, n° 121-122 : Yémen Territoires et identités, avril 2008, p. 9-16 (en ligne).
Mermier F., Leshéritages d’une histoiremorcelée., in R. Leveau, F. Mermier et U. Steinbach (dir.), Le Yémen contemporain, Paris, Karthala, 1999, p. 6-35.
Rasheed M. al- et R. Vitalis, Counter- narratives : History, Contemporary Society and Politics in Saudi Arabia and Yemen, New-York, Palgrave Macmillan, 2003.
Robin C., L’Arabie antique de Karib’il à Mahomet. Nouvelles données sur l’histoire des Arabes grâce aux inscriptions. Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, n° 61, 1991.
Shamâhî, A. al-, The Biography of Imam al-Mansûr Abdallah ibn Hamza (d. 1217), a CriticalStudy, Phd, universite de Glasgow, 2004.
Tuchscherer M., Introduction, Revue desmondes musulmans et de la Méditerranée, n° 67 : Le Yémen, passé et présent de l’unité, 1993.
Vom Bruck G., Being a Zaydi in the Absenceof an Imam ? in R. Leveau, F.Mermier etU. Steinbach (dir.), Le Yémen contemporain,Paris, Karthala, 1999, p. 169-192.
Yémen, territoire et identité, P. Chevalier, V. Martignon et J. Schiettecatte (dir.), Revue des Mondes musulmans et de la Méditerranée, n° 121-122, avril 2008.

content

يعمل المركز، على إثراء البحث في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، في اليمن والمنطقة العربية، وتعزيز فهم تلك القضايا والأحداث المرتبطة بها من خلال الأبحاث والدراسات الميدانية المعمقة، والتقارير والإصدارات المتنوعة، وأوراق السياسات العامة، والكتب العلمية المُحَكّمة، وعقد المؤتمرات وورش العمل والندوات المتخصصة، وبرامج التدريب ودعم قدرات البحث العلمي.